في أول مدونة لي على منصة الجزيرة، أجد أن الحديث عن تجربتي مع مرض السمنة سيكون ذا شجون، وبرغم أنني ألفت كتابين عن تلك التجربة وصنعت فيلما وثائقيا، فإني أقول لكم إنه لا دخل لي بالطب على الإطلاق، وليس لي علاقة بأخصائيي التغذية نهائياً، بل أتحدث عن كوني كنت سميناً ولا فخر لمدة 26 عاماً، ورشيقاً لعشرة أعوام.
أما الكتابان فأحدهما يتحدث عن معاناة السمنة من مراحل الطفولة والشعور الداخلي، إلى مراحل مقاعد الدراسة المتعددة وعبث زملائنا الطلاب بمشاعرنا، والعزوف والإضراب عن حضور المناسبات الاجتماعية التي غالباً ما نسمع فيها الصراخ من الأطفال الصغار عن وجود فيلة أو دببة في المكان.. ثم نكتشف أننا المعنيون معشر البدناء الحاضرين!!
ثم وصولاً إلى مراحل الشباب وتلاشي فرص البحث عن عمل، والخوف من تكسير الكراسي الدوارة، مروراً بتجاربي الفاشلة مع الدايت والرياضة، إذ كنت أعقد العزم أن الحد الفاصل لي مع السمنة سيكون يوم السبت، ويأتي سبت ويمضي سبت ولا جديد يذكر إلا زيادة أرباح في الوزن.
فيلم "157" هو وزني السابق، حولناه إلى قالب بصري يحكي تلك السنين مع المعاناة في 30 دقيقة.. الهدف من كل هذا أن أوصل رسالتي إلى كل يائس؛ بأن هناك أملا.. على الدوام |
إضافةً إلى لجوئي للعلاج الجراحي، ونتيجةً للتسرع والعناد، كانت مضاعفات وخيمة تنتظرني، وكنت أقوى منها بحيث استطعت الهروب من المستشفى أثناء التنويم مرات متعددة، ولم أعجز عن الهرب إلا مرة واحدة كنت حينها في العناية المركزة وسأخصص لها تدوينة منفردة.. مواقف كثيرة أعجز عن نسيانها، خصوصاً ساعة العناية الفائقة (ساعة الحائط)، الجميل أن الكادر الطبي كانوا كل مرة يعلمون أنني هربت ويطلبون عودتي فأعود لأهرب!!
الأجمل أن تلك المعاناة تكللت بعد سنة كاملة بالنجاح ورؤية مقاسات الملابس الصغيرة S بعد سنين طويلة من مرافقة الإخوة XXXL.
أما الكتاب الآخر فتحدثت فيه تفصيلياً عن أسلوب حياتي الغذائي والروتين الذي تقيدت به لأستمر عشر سنوات على الوزن المثالي 62 كلغ محافظاً ومتمسكاً به (لأحاول جاهداً أن أثبت صحة مقولة: ما يأتي بصعوبة لا يذهب أصلاً). أما فيلم "157" فهو وزني السابق، حولناه إلى قالب بصري يحكي تلك السنين مع المعاناة في 30 دقيقة، الهدف من كل هذا أن أوصل رسالتي إلى كل يائس؛ بأن هناك أملا.. على الدوام.
نلتقي على الخير.. لأكمل لكم خفايا من الطفولة مع قليل من العلاج وأسباب الهروب الكبير إلى ذلك النجاح.. دمتم كما تحبون.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.