شعار قسم مدونات

عروس المحيط الهندي تتعافى من آثار الحرب

Blogصورة من الصومال

تعرضت العاصمة الصومالية مقديشو لأسوأ موجات العنف وأشدها ضراوة بأيدي أبنائها وأعدائها معا، ففي عام 1991 شهدت معارك عنيفة بين المعارضة القبلية المسلحة وبين الحكومة العسكرية بقيادة زياد بري أدت إلى سقوط الحكومة واندلاع الحرب الأهلية التي أُزهقت فيها أرواح بريئة ونزح عدد كبير من أهالي العاصمة إلى المحافظات وإلى دول الجوار.

 

معظم المباني المتهدمة نتيجة الحرب تم ترميمها، وأعيد افتتاح طرق كانت قد أغلقت، واستصلاح ما خرب منها بعامل الزمن 

في عام 1993 تدخل العالم في الأزمة الصومالية بنحو ثلاثين ألف جندي أممي بقيادة الولايات المتحدة وتحت شعار "إعادة الأمل" وسرعان ما اصطدمت مع زعماء الحرب المنتفعين في استمرار الحرب وغياب الدولة، واستخدمت أميركا طائرة أي سي 130 لقصف تجمعات عشائرية مؤيدة لزعيم الحرب محمد فارح عيديد، ثم أعلنت انسحابها في عام 1995 بعد أن خلفت وراءها دمارا هائلا وأكثر من ألف قتيل صومالي وعشرات من القوات الدولية لا يتذكر العالم منهم سوى 18 جنديا من البحرية الأميركية تمّ سحلهم في شوارع مقديشو.

 

ثم كان ظهور المحاكم الإسلامية والاجتياح الإثيوبي للعاصمة الصومالية عام 2006 وانضمام قوات من عدة جنسيات أفريقية لمساعدة الحكومة الصومالية على البقاء في ظل المعارضة المسلحة القوية، لتشهد مقديشو فصولا جديدة من حرب الشوارع وقصف الأحياء المدنية، مع دوي انفجارات السيارات المفخخة والألغام الأرضية وأصبح من المعتاد أن تتناثر أجساد الأبرياء وتدمير مبان عامة وخاصة بفعل هذه التفجيرات.

إعلان

مقديشو واجهت هذا الكم الهائل من الرصاص والمدافع والسيارات المفخخة وكادت أن تتحول إلى مدينة أشباح لا تشبه عواصم العالم إلا بالاسم، ولا تشكل في خارطة العالم سوى رسمها صمود أهلها وإصرارهم على وضع حد لمعاناة مدينتهم وترميمها من آثار الحرب. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة كانت مقديشو تشهد تحولا تدريجيا للتعافي من آثار الحرب الأهلية ومخلفاتها.

حديقة السلام التي تمّ تشييدها في مقديشو قبل نحو عام بدت وجها آخر من مظاهر التعافي لمقديشو، حيث تجتذب الفئات الشبابية

فتم ترميم معظم المباني المتهدمة نتيجة الحرب، وتم إعادة افتتاح طرق كانت قد اغلقت واستصلاح ما خرب منها بعامل الزمن وما زالت بعض ترميمات الشوارع مستمرة.

ومن مظهر التعافي في مقديشو افتتاح معارض تجارية جديدة ومحلات لتوريد مختلف السلع التي لم تكن متوفرة سابقا.

حديقة السلام التي تمّ تشييدها في مقديشو قبل نحو عام بدت وجها آخر من مظاهر التعافي لمقديشو، حيث تجتذب الفئات الشبابية التي وجدتها ملجأ تلوذ له أوقات فراغها في أيام الخميس والجمعة من كل أسبوع، فترى شبابا من كلا الجنسين يمشون أفرادا ومجموعات يزدحمون في الحديقة ويلتقطون لأنفسهم صورا لنشرها لاحقا في صفحات التواصل الاجتماعي، أو يمارسون لعبة كرة القدم حيث توفر الحديقة ملعبين مخصصين لهواة كرة القدم.

تشهد مقديشو انتشارا واسعا لعدد الفنادق والمطاعم التي يستثمرها تجار صوماليون محليون ومغتربون، وتتنافس هذه الفنادق والمطاعم على جذب العملاء من خلال نوعية الخدمات واستقدام طباخين وعاملين أجانب من جنسيات عربية وهندية وأفريقية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


إعلان