هذا السؤال لا يصلح إلا في شهر أغسطس/آب.. هذا ما مر برأسي عندما قرأت النقاش الدائر على إحدى المواقع العربية بين أنصار نظرية دارون ومعارضيها، ولكن هذا خارج عن الموضوع..!!
ودعني هنا أعتذر للقارئ سلفا، إذ يبدو أن حالة الوحدة التي أعيشها حاليا ومعاناتي من اضطرابات في النوم، تجعلني أدخل كلاما على آخر، كمن يدخل السردين في بطنه على العسل، أو العكس!
يقول أحدهم إن هناك موجة من الإلحاد تنتشر بسبب تراجع الوازع الديني وفساد جيل الشباب. وأنا أعتقد أن هذا الإلحاد مرده الظلم الهائل الذي يقع وعندها لا يملك الشباب الحائر سوى أن يسأل: أين الله؟ |
النقاش مع مؤيدي نظرية دارون ومعارضيهم أيضا يشبه تناول السردين، فأنت في البداية عندما ترى العلبة وقد رسمت عليها السمكة الممتلئة مع شريحة الطماطم وقرن الفلفل الأحمر يسيل لعابك كشلال، ولكنك بعد أن تنهي أكلها وتدرك أن طعمها متوسط وأن رائحتها شنيعة، لا تملك سوى أن تعض أصابعك ندما، لتختنق وأنت تفعل برائحة السردين.
كما أخبرتكم، ها أنا قد خرجت عن الموضوع، وتكلمت عن السردين بعد أن تكلمت عن شهر أغسطس.. ولكنني نسيت.. لماذا أغسطس تحديدا؟
دارون.. هل كان ملحدا؟ يقول أحدهم على فيسبوك إن هناك موجة من الإلحاد تنتشر، وإن هذا ناجم عن تراجع الوازع الديني وفساد جيل اليوم من الشباب. ولكن أنا أعتقد أنه مخطئ، فهذا الإلحاد مرده الظلم الهائل الذي يقع في سوريا والعراق ومصر وغيرها، وعندها لا يملك الشباب الحائر سوى أن يسأل: أين الله؟
هل يمكن لقرد أن يقصف أطفال عشيرته بالكيميائي كما فعل بشار الأسد؟ |
ولكن هذا أيضا خارج عن الموضوع..!!
يجب أن أركز في دارون، الذي يقول البعض إنه قال إن الإنسان قد تطور من قرد، وهناك أدلة تدعم أقواله، بينما توجد أخرى تعارضها، ولكن مروجي نظريته حاليا لا يهمهم إن كانت صحيحة أم لا، بل الهدف الحقيقي لديهم هو استهداف التدين والقيم الإسلامية السامية كدفع الظلم وإقامة العدل، والتي سوف تنعدم الحاجة إليها إذا كنا مجرد قرود في غابة.
ومع أن البعض يقول إن دارون لم يقل من الأساس إن أصل الإنسان قرد، بل قال إن التشابهات التشريحية بين الإنسان والقردة ترجح أنهم قد تطوروا من سلف واحد، وهو أمر يختلف تماما، كما يختلف يوم الأربعاء 14 أغسطس عن الأربعاء 21 أغسطس من عام 2013.
يومها كنت وحيدا أيضا، وتقريبا بحلول هذا التاريخ لم أعد أستطيع النوم أبدا، ولكنني في الصباح هُيئ لي أنني نمت قليلا، وعندما استيقظت كانت أخبار الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق وصور الأطفال وهم يحتضرون تتوالى..!! ولكن هذا أيضا خارج عن الموضوع.
أتدري؟ أنت محق، أنا بحاجة للنوم، ولكن يا عزيزي.. ريثما أتمكن من النوم أريد أن أؤكد لك: لست بحاجة لإثباتات، فأنا متأكد تماما أن دارون أحمق مأفون، وأن نظريته بأن أصل الإنسان قرد ضرب من الجنون، إذ هل يمكن لقرد أن يحرق أبناء فصيلته العزل في الغابة على الأشجار ثم يجرف جثثهم ويلقيها في مكب النفايات كما فعل السيسي؟
وهل يمكن لقرد أن يقصف أطفال عشيرته.. القردة الصغار.. بالكيميائي كما فعل بشار الأسد ويستمتع بهم وهم يعانون اختلاجات الموت كالصراصير؟
لا أظنني خرجت فعلا عن الموضوع، لأن هذا فقط هو الموضوع!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.