أميمةٌ قد وُصفت لنا بحسنٍ ** وإنا لا نراكِ، فألمسينا
ولسنا ندري هل كانت تُلمِسه أميمةُ هذه فذاك مجلسُ لم نشهده، ولكنا نعرف من شعره أنه كثير التأمل باليد إلى درجة مضجرة.
أتتني الشمسُ زائرةً ** ولم تكُ تبرح الفلكا
تقولُ وقد خلوتُ بها ** تحدّث، واكفني يدكا
ولم يزل هذا الشيخ في عبثه لا يتردد في فعل ما يدور في رأسه من الوساوس حتى خفف عنه الخليفة المهدي فوضع رأسه عنه ظلمًا وعدوانًا. كنتُ أقول إنني عشقت صوت ذلك الشيخ ولم أكن أعرف عنه الكثير، ولكني كنت أطرب كثيرًا ويكبر في نفسي حسن إلقائه للشعر بلغة معربة واضحة، وأداء يصور لك بعض معاني الأبيات. ولا أحصي عدد المرات التي استمعت فيها إلى مختاراته من الحماسة وهو يلقيها بصوت عذب لا أمله على التكرار.
كتب شيخنا خارطة لمزاجه، فإذا طاب طبعه واعتدل مزاجه تراقص القلم في يده فيحسن ما شاء له الإبداع، ثم يمل فينقطع لأنه لا يحب أن يحمل نفسه على شيء. |
ثم إني قرأت قبل أيام كلامًا على صفحة صديقنا محمد عبد العزيز مصحوبًا بصورةٍ جميلة في معرض الكتاب في قطر تجمع شيخنا عارفًا بمثقف جميل أحببته من خلال مداخلاته الحسنة في مجلس شيخنا أبي عمرو في برنامج أسمار وأفكار ذلك هو عبد الله الطحاوي. وكنتُ رجلا يأخذني للمكتوب شبقُ فأخذتُ أنظر للصورة أحاول أن استرق عناوين الكتب الموجودة في الصورة على الرفوف وخلف هذين المثقفين من الوزن الثقيل.
أيا جبلي نعمان بالله خليا ** نسيم الصبا يخلص إلي نسيمُها
ثم انتهيتُ إلى قراءة المكتوب تحت الصورة وكان كلامًا للشيخ في توديع آخر نسخة من نسخ كتابه "أول الشعر" فطربت طربًا عظيمًا من حسن الأسلوب وبلاغته وظرف كاتبه وطرافة قلمه، فذهبت أسأل مفيدنا ابن عبد العزيز بما بيننا من المودة وحق الصحبة إلا بعث لي ما عنده من كتب هذا الرجل ذي الأسلوب البديع، ففعل جزاه الله عني كل خير، وليست هذه بأول إتحافاته، فكم له على من أيادٍ أعد منها ولا أعددها.
أخذت أقرأ وأقرأ حتى انتهيت إلى أول الشعر وكنتُ بين حين وآخر أراقب رقم الصفحات كما يراقب المأزوم في سيارته مؤشر الوقود يخشى أن ينتهي فينقطع، وقد طالعتُ ما يزيد عن ألف صفحة مما كتبه شيخنا في هذا الأسبوع ثم جاءت رسالة صاحبنا محمد عبد العزيز تشير على بالكتابة عن أول الشعر، وأنا امرؤ أحب أن أوافق من أود وأأتمر بأمره..
أنت أمام رجل عالم بلغته، حسن التذوق لكل ما هو حسن، عارف بمذاهب الجمال، خبير بتأدية المعنى الذي في نفسه، يأخذ من قريب، ومعنى هذا الوصف أنه يقرأ له المثقف والبقّال فيستلذان بأسلوبه ويجدان حلاوة تعبيره في قلوبهم على سواء، فإن شئت أن أسلك بك مسلك لودفيج وكارلايل في كتابتهما عن الشخصيات وما تابعهما عليه العقاد من البحث عن مفتاح للشخصية يكون هو سر تميزها ومحركها الأول فمفتاح صاحبنا مزاجه الحاد.
تراه قد ابتدأ عملًا بدون سابق تخطيط أو نية ولكن لأنّ مزاجه كان مواتيًا يباشر في العمل وآفة المزاجية تقطعها وطبيعتها الومضية، فتضيء لك ولكن لا تلبث أن تنتهي وتنطفئ، فانظر إلى مذكراته "حياتي في الإعلام" كيف بدأها وكيف ملّ سريعًا فطوى عشرات السنين في نحو سبعين صفحة، ولو قُدّر لهذه الشخصية الطُلَعة أن تكتب سيرة حياتها الثرية بالقراءة والاهتمامات الطريفة بالقلم الذي كتبت به أول الشعر وتجدده، وبالتقسيط المريح على مدى سنوات كلما لمع مزاج الشيخ، لكانت فوق كل سيرة كُتبت بعد أيام طه وإلى اليوم..
يملي مزاج الشيخ عليه بعد مطالعة لغوية وفي يوم هادئ أن يضع منظومة في النحو فيستجيب سريعًا ويقول:
بدءًا يقول عارفُ الحجاوي ** لستُ بنحوي ولا بحاوي
لكن وجدتُ اليومَ نفسي قاعدا ** فقلتُ هيا فانظم القواعدا
وأما طول النظم فلا يسمح مزاج الشيخ بالزيادة على المئة.
مجموعُ أبياتيَ في النحوِ مئة ** نزهتها عن القشور الصدئه
إلى هنا منظومتي في النحوِ ** والشرحُ يحوي كل مالم تحوِ
فإن أفادتكَ فلا فضل ليَه ** لأنني نظمتها للتسليه
كتب شيخنا خارطة لمزاجه، فإذا طاب طبعه واعتدل مزاجه تراقص القلم في يده فيحسن ما شاء له الإبداع، ثم يمل فينقطع لأنه لا يحب أن يحمل نفسه على شيء، فالشيخ صاحب نظرية فريدة في التعليم اسمها نظرية الجزرة والجزرة، ولا محل للعصا بينهما. وإن هو خالف قاعدته وحمل نفسه على الكتابة ترى ذلك بينا في أسلوبه فينحسر البيان والأسلوب العذب متى ما أخذ يكتب بدافع الواجب، فانظر إذا شئت إلى ترجماته للنابغة وعمر بن أبي ربيعة والحسن بن هانئ وفاسق الكف تجد تجليات البيان وبداعة الترسل ومواطن سجود كثيرة إن كنت على مذهب أبي فراس الفرزدق في التعبير عن الانسحار البياني.
هذا حين يكتب الشيخ وهو يسمع فيروز أو نجاة -هذه من عندنا- وتراه في مواطن أخرى يكتب وهو مقطب الجبين يكاد يكون أكاديميًا -لعلي أفزعت الشيخ بهذا التشبيه؟ يكرم الشيخ!- ولكن المتطرف فيّ يحب ألا يمسك عارف حجاوي قلمه بداعي الواجب أبدًا، فكل تكليف يزهق روح الفنان فيه..
وبمناسبة الواجب فكاتب هذه السطور على مذهب الشيخ في اتباع المزاج وموافقة الهوى، وأنا أكتب هذه السطور في أيام اختبارات جامعية وآخر ما تمتد إليه يدي هو الكتاب الذي ينبغي علي قرائته استعدادًا للاختبار، لا أدري لمَ يحمل الطلاب هم هذه الاختبارات ويعيشون في قلق بسببها، ألا لعنة الله على هذه الكرتونة المسماة شهادة، وجزى الله الشيخ خير جزاء على عبثه ولهوه بأهل الشهادات الأكاديمية كلما سنحت له سانحة.
نعود إلى أول الشعر، ونجد أن الشيخ قد كتب تحت عنوانه شرح حقيقي، ويقصد بالحقيقي أنه شيء مخالف لعمل الأكاديميين الجبناء الذين يملأون السوق بشروح لا قيمة لها |
ولو شئت لحدثتك عن حماقات لا تنتهي من تلك الكائنات الأكاديمية، تخيّل أن واحدة منهم دخلت علينا في أبهتها وبعد أن حدثتنا عن مجدها وشهادة الدكتوراه التي حصلت عليها من أكسفورد والتي تمنحها حق الحديث عن أي شي وكل شيء اختتمت حديثها بفائدة نادرة لم يسمع بها إنس ولا جان "إن أول مخلوق خلقه الله على الإطلاق هو الكعبة لأنها بيته!!" وأخرى شابت في الجامعة تدرس ذات الدرس والمادة لعقد من الزمان، فلما تعطّل العارض "البروجكتر" تعطل علمها ولم تحر جوابًا، ألا بُعدًا لهذا النظام وما ينتجه، عدَّ عن ذا.. فمالي لا أتشاغل بكتاباتك التي تقدم لذة مجانية عن دراسة وشهادة أعمل لأسدد مهر "كرتونتها" على أقساط.
نعود إلى أول الشعر ومشروع حجاوي
مشروع شروح الشعر التي صدر إمامُها وهو أول الشعر حجةٌ على أجيال قادمة تريد فهم أدبها ويتعذر عليها فهم الأعلم الشنتمري و التبريزي والمرزوقي. وإن كان ابن خلدون قد سمع من أشياخه بأن أصول الأدب وأركانه أربعة دواوين هي: أدب الكاتب لابن قتيبة وكامل المبرد وبيان الجاحظ ونوادر القالي، فإن مشروع حجاوي هو بوابة هذا الفن اليوم للناشئة من المتأدبين، وبعده يهون كل عسير إذا قرأه طالب الأدب ووعى ما فيه.
إن كتاب أول الشعر وإخوته القادمين خطوة مباركة وعظيمة في تقريب أدبنا منا وردمٌ لهوة سحيقة قام ناس فيها فقلدوا الأولين في شروحهم كتبوا بأساليبهم فكرروا القديم بمداد جديد ولم يغنوا شيئًا، ثم ابتلانا الله بمجموعة أكاديمية قادها شوقي ضيف رحمه الله وغفر له وجزاه عن صالح نيته خيرًا جعلوا الأدب مدارس وحصصا وفصولا واستصحبوا جو المدرسة في فهمهم للشعر فقتلوا روعته وشرحوه شرحا باردًا كفنوه به وقدموه للطلاب، فكيف لا يتقبله الطالب بروح بارده في هذا الجو الجنائزي؟!
دعك مما يقوله المؤلف في مقدمته وتردده في طباعته وسؤال هل قدم جديدًا أو عملًا يساعد هذه الأمة المنكوبة، فللقارئ مقالُ ومقالنا أن المؤلف على ما آذانا به من لسع العرب بكلماته ومطالبته للأمة العربية بنصف انسلاخ، قد بنى جسرًا لنا إلى تراث شعري ضخم وقال للمتأدبة جوزوا..
هل تراني بالغتُ في مدح الشيخ وعمله؟ لا والله ما إلى ذلك نقصد ولا بمدح أحد نفرح ولكن الشعر ليس مجرد كلام إنه جزء من تكوين هويتنا وأخلاقنا، يقول الأول: ولولا خصالُ سنها الشعر ما درى ** بناة المعالي كيف تؤتى المكارمُ
إن مشكلتنا في هذه الأجيال لا تعرف نفسها ولا تعرف أدبها، ومن شاء أن يتعرف ويتأدب بأدب أجداده كان يصعبُ عليه لفارق الزمن واختلاف الأساليب فجاء حجاوي وقال لك هذا طريق مختصر فاسلكه. ومتى عرفت نفسك وعرفت ثقافتك فانهض بعدها أو اقعد، لكن شئت أم أبيت لن تقوم ولن تتحقق نهضة لأمة العرب بغير هذه اللغة ودون هذا الأدب. وإن استطعت أن تتحول إلى غربي وتنظم إلى أمة أخرى لتساهم في مجدها وتغير لسانك فــ GO AHEAD.
عارف يشرح البيت ولا يهمل كلمةً صعبةً إلا كشف لك معناها، صحيح قد تستبدُ به روح الفن وحبه للجمال فيبدع في الشرح مالا يريده الشاعر ويصير الشرح ليس حقيقيًا جدا. |
وأما مدح الشيخ فما ينفعني بشيء ولا أظنه يقع في نفسه موقع مدح غادة من الغيد له سمعته يتكلم مرة في الإذاعة بعربية سهلة فقالت له ما أحسن هذه اللهجة العامية، فعاش عليها الشيخ لسنوات وزعم أن هاتين الكلمتين كانتا أعظم قصيدة مدح قيلت في.
أما أنا فأخبرك بأعظم شيء مُدحت به -وإن لم تسألني- فقد رزقني الله بفتاة شامية كانت تراني في المكتبة الجامعية وبين رفوفها باستمرار ولعلها سمعت عني أشياء لا أعرفها، ثم إنها تجرأت بعد تردد وتهيب وصارت تحادثني ولا تناديني باسمي مجردًا وإنما تسبقه بـ"استاز" هكذا بذال شامية كنت أطرب لها وإن كنت أتصنع عدم رضاي عن هذه الألقاب بين اللداة والأقران، لكنها زعمت أن ثقافتي تلزمها بما لا يلزم..
إن كنت تظن أن القصة تنتهي هنا وأن الشاهد فيما تقدم فقد اخطأت، تحدثنا مرةً من المرات وقد وضعت التواضع جانبًا، وأخذتُ أتثاقف عليها وهي تنبهرُ حتى قالت لي "عبدالقدوس أنت أسطوره!" ففزعت بملامحي ونهيتها عن المبالغة وطار قلبي بها وبعد جدال قصير وتصنع مني للتواضع اتفقنا على أني "رجلُ عظيم" ولستُ أسطوره، ولذلك أحسب أني أفهم نفسية الشيخ، ما أحلى أن تستعظمك عيون الحِسان يا عمو.
نعود إلى أول الشعر، ونجد أن الشيخ قد كتب تحت عنوانه شرح حقيقي، ويقصد بالحقيقي أنه شيء مخالف لعمل الأكاديميين الجبناء الذين يملأون السوق بشروح لا قيمة لها ويهدرون موارد الطبيعة ويتعبون آلات الطباعة ليقولوا لنا في شروحهم قفا "امر بالوقوف للمثنى) نبكِ "البكاء جريان الدمع" من "حرف جر" ذكرى "ما يتذكره الإنسان مما قد مضى" حبيبٍ "الحبيب فعيل بمعنى مفعول أي محبوب" ومنزلِ "المنزل ما يسكنه المرء وينزل فيه". فإذا جاء للفظة مثل شثن أو مستشزرات في القصيدة أحالك إلى الهامش وكتب لك (لم أجدها في المعاجم).
أما عارف فيشرح البيت ولا يهمل كلمةً صعبةً إلا كشف لك معناها، صحيح قد تستبدُ به روح الفن وحبه للجمال فيبدع في الشرح مالا يريده الشاعر ويصير الشرح ليس حقيقيًا جدا كقوله في شرح بيت النابغة في المتجردة زوج النعمان: سقط النصيف ولم ترد اسقاطه ** فتناولته واتقتنا باليدِ
فجاء الشيخ وقد نزعته صنعةُ جده وأبيه واستبد به المشهد الدرامي الجمالي فخاط وفصَّل بقوة الخيال فستانا لسيدة القصر وجعل موديله يعرّي كتفًا دون كتف بهذا فسر "النصيف". هذا وإن كان حسنًا ومحتملًا فليس شرحًا حقيقيا وإنما شرح فنان، فإن قلت لي إن النصيف في اللغة محتمل لتفسيره قلت قد يكون، فالعرب تقول لما يستر نصف المرأة نصيفًا ولكن الاستعمال هنا وما يعقبه من بيت ترجح المعنى الأول الذي تجده في كل الشروح من أنه سقط خمارها الذي على رأسها فتناولته واسترت وجهها. وهذا يفسر حركتها باتقائها لهم باليد وستر وجهها.
وإلا فالشيخ يعلم تمام العلم أن فحولة النابغة صاحب "الطعن والنزع" في آخر القصيدة ستصرفه عن وصف كفها الرخص ذي البنان اللين الرقيق وقد انكشف ما يخفيه فستانها الذي انفلت من على كتفها، ولا يعود الاتقاء باليد حركة مفهومة وترك ستر ما انكشف منها.. وكذلك في صرف المعنى الحقيقي إلى المجاز لأن الشيخ لا يحب المبالغة، ففي شرحه لبيت الملك الضليل.
التوسط في بعض الأمور قاتل فإما البراعة الكاملة أو الرداءة، ولا موطن للتوسط فالمتوسط مُلحقٌ بالرديء. |
تنورتها من أذرعات وأهلها ** بيثرب أدنى دارها نظرُ عالِ
نظرتُ إليها والنجوم كأنها ** مصابيح رهبان تشب بقفّال
فمعنى البيت أنه رأى نار أهلها وهو بأذرعات "موضع في الشام" وهي بيثرب. فصرف الشيخ المعنى إلى الحس لا النظر فقال "فأنا رأيتها بحسي لا بنظري" وهذا محمل بعيدُ ينفيه "تنوّرتها" و استخدامه للفعل "نظرت" في البيت الموالي، فإن كان الشيخ استعظم هذه المبالغة قلت له الشعر مبالغة، وأذكر أني قرأت أيام الطلب في شنقيط في هامش تحقيق شرح الألفية لصاحبك الذي ترضى عنه وعن أعماله أعني محيي الدين عبدالحميد رحمه الله فقال معلقًا (وأنقله بتصرف لبعد العهد به) على هذا البيت الذي أتى به ابن مالك كشاهد في باب ما ختم بألف وتاء فقال وهذه مبالغة من الشاعر ولعلك لا تعجب إذا عرفت أن خاله المهلهل بن ربيعه هو القائل: فلولا الريح أسمع من بحجر ** صليل البيض تُقرع بالذكور
فهو يزعم أنه لولا الحالة الطقسية واتجاه الريح لسمع أهل حجر صوت صليل السيوف في معركتنا، وبين موقع المعركة وحجر مسافة عظيمة، ولكنها مبالغة الشعراء ولعلها جينات الكذب في العائلة. ولكن الرجل مع كل هذا قد مخض لك زبدة الشعر العربي وانتخل لك ما استحسنته ذائقته من القصائد، وفولتير يقول: ذوقك أستاذك، .وشرحه شرحًا وافيًا، فحيهلا بعشاق الأدب لهذا السفر العظيم المُعجِب.
أخيرًا وأختم هنا ومازال في نفسي أشياء ومعان تستحق الذكر ولكني مللت من الكتابة فما أشبه طبعي بطبع الشيخ.
قد ظلم المؤلف نفسه حين وصف نفسه بأن رجل وسط ليس موهوبًا في شيء، ولي مع هذا الوصف موعظةٌ ورأي. أما الموعظة فقد كان أبو عثمان الجاحظ يستعيذ من مغنٍ وسط وظريف وسط، لأن التوسط في بعض الأمور قاتل فإما البراعة الكاملة أو الرداءة، ولا موطن للتوسط فالمتوسط مُلحقٌ بالرديء. وأما الرأي فإني أقول بكل ما أوتيت من موضوعية أن قلم عارف حجاوي -مع اعتدال مزاجه- هو أحسن قلم يكتب بالعربية اليوم وهو آخر البلغاء. والسلام