شعار قسم مدونات

عام اغتيال الشباب

BLOGS- الشباب مصر

في عام أطلق عليه السيسي عام الشباب وابتدأه بـ "لقد كــان يقيني فــي أهميــة الاستثمار في شبابنا كمشــروع قومــي لإنتــاج الطاقــــــات الفاعلـــــة فــــــي الدولـــــــة هو المحفز كي تتولــد لــدى الدولـــة إرادة واقعيـــة للاهتمــام بالشبـــــاب ورعايته وتوظيفه في الدور الذي يتماشى وحجم قدراته، ولذلك فمنذ أن توليت المسؤولية فقد أوليت الشباب رقماً متقدماً في أجندة عمل الدولة، وكـــان إطـــلاق عـــام 2016 عامــــاً للشباب المصري"
جزء من كلمة القاها السيسي في افتتاح ما سماه بمؤتمر الشباب الأول! صدق الجنرال لكن كان المفروض إضافة أنه "عام اغتيال الشباب".
 

تتوالى أحداث العام وتتسارع والحصاد المر يأتي في النهاية بأرقام وحالات ضخمة لشباب في زهرة أعمارهم وريعان شبابهم اغتالهم هذا النظام المجرم بدمٍ بارد.. فعندما احتجت أسرة الطالب الإيطالي ريجيني على اغتياله لم يجدوا خيراً من تعبير "قتلوه كما لو كان مصريا" فما بالنا بمن هم أصلا مصريين! النظام الذي لم يعرف للدم المصري حرمة ولم يراعي أسر بالكامل دمرت وانتهى أملها في الحياة بعد أن قامت أجهزته القمعية باغتيال الابن الذي انعقدت عليه كل الآمال.. لم يراعي دموع أب ولا أنات أم ماتت كمدا على ولدها.. فمن سيعيد تلك الحقوق!

أكثر من 40 حالة تصفية جسدية لشباب متوسط أعمارهم بين 18 و35 عاما في ظروف غامضة وتحقيقات مهترئة دون دليل أو سابق إنذار.

كعادة أي نظام قمعي وكما يفعل أي احتلال غاشم عندما يريد أن يحكم قبضته على البلاد فيلجأ مباشرة إلى تفريغها من أصحاب العقول والشباب فهم دائما خطر داهم يهدد وجوده، وهذا نهج السلطة الانقلابية منذ أن اختطفوا البلاد واعتقلوا رئيسها المنتخب.
 

ففي الخامس من يناير عام 1996 استطاع الكيان الصهيوني اغتيال المهندس الشاب يحيي عياش عن عمر يناهز 29 عام، ذلك الفذ الذي استشهد وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره ولكنه صنع في تلك السنوات الكثير وخلد اسمه في سجلات التاريخ كأحد المهندسين والقادة العظام، ذلك الشاب الذي لم يحضر حفل تخرجه من الجامعة عام 1993 بسبب كونه على رأس المطلوبين ضمن قائمة الاغتيالات التي أعدها جهاز الشاباك وظل مطاردا قرابة الأربعة أعوام الي ان استطاعوا اغتياله عن طريق هاتف زرع فيه نحو 50 جرام من المتفجرات وارتقى كبطل مغوار خدم قضيته وبلاده وصار قدوة لكل الشباب المسلم.
 

محاولات السيسي للتقرب من الشباب ما هي إلا مجرد شعارات يستر بها عجزه وفشله في إقناع الشباب بقبول استبداده وفاشية نظامه.

أعلن مجنون هذه البلاد في بداية العام 2016 أنه عام للشباب، وها نحن في آخر أيام هذا العام نطالع حصاده المر لنجد أكثر من 40 حالة تصفية جسدية لشباب متوسط أعمارهم بين 18 و35 عاما في ظروف غامضة وتحقيقات مهترئة لا ترقى حتى إلى الإدانة، ودون دليل أو سابق إنذار تتم التصفية الجسدية وكأن سلاح الداخلية أصبح يحمل ترخيصا للقتل لا التوقيف وفقط.
 

بدلا من الاعتقال والتحقيق أصبح شعار هؤلاء السفاحين "اقتلوهم حيث ثقفتموهم" ولعل أشهر تلك الحالات هي حادثة مقتل 5 من الشباب على يد مجرمي الداخلية في 24 مارس بتهمة قتل الإيطالي ريجيني وتلفيق أحراز ادعوا وقتها أنها للإيطالي المقتول، ثم تظهر الحقائق بعد شهور أن هؤلاء الخمسة ليس لهم علاقة على الإطلاق بحادث مقتل ريجيني وأن الداخلية هي من افتعلت كل هذا!!
 

حالة الانتقام التي يتبعها نظام السيسي الفاشي ضد الشباب ما هي إلا حالة رعب؛ فهو يعرف أن الشباب هم عماد ثورة مقبلة ستهدم صرح الظلم الذي شيده على أرض مصر.

فماذا عن خمسة أرواح قتلوا بدم بارد هل سيعاقب من قتلهم؟ هل سيقدم للعدالة من أنهى حياتهم؟ بالتأكيد لا، فمن أطلق يدهم بالقتل والتنكيل هو السيسي نفسه كما ظهر وهو يصرح بذلك صوتا وصور!!
 

ثم طالب متفوق بكلية الطب يلقون القبض عليه ويعذبوه ويقتلوه جراء التعذيب ثم يدعون أنه انتحر بعد أن ألقى نفسه من نافذة شقة دعارة!! ويثبت بعدها القضاء براءة الشاب أحمد مدحت من تلك التهمة ولكن تظل يد القضاء مغلولة عن إدانة من قتلوه.
 

لا يمر هذا العام الا وقد تحطمت قلوبنا بفقد شاب رائع أحيا الأمل في نفوسنا.. ستبقي روح مهند إيهاب بيننا تذكرنا بشاب قتله سرطان هذا النظام المنتشر في جسد الوطن، قتل بالتصفية الجسدية وقتل بتلفيق القضايا والدفن في أقبية التعذيب وقتل بالاختفاء القسري لشهور وسنوات، وقتل بإخفاء الجثث وقتل بتدمير الأحلام والطموحات، تعددت الوسائل والقتل هو الطريق المتبع للقضاء على شباب مصر جميعا من نظام مجنون سفاح.
 

حالة الانتقام التي يتبعها هذا النظام الفاشي ضد الشباب ما هي إلا حالة رعب يجسدها انتقامه؛ فهو يعرف أن الشباب هم من كانوا وقود يناير وهم عماد ثورة مقبلة ستدمر هذا النظام وتهدم صرح الظلم الذي شيده على أرض مصر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.