شعار قسم مدونات

ترمب مجرد واجهة

blogs - Donald Trump

بعد الحملة الدعائية الكبرى التي سبقت ثم أعقبت فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، التي أجمعت على أن ترامب شخص متهور ومتشدد وقد يقدم على اتخاذ قرارات لا يحمد عقباها، وما تبع ذلك من مظاهرات تندد بفوزه المشبوه على منافسته كلينتون، يعتقد البعض أن كل ما حدث هو أمر مخطط له وبدقة متناهية من قبل أطراف ولوبيات تملك سلطة وقوة القرار في الولايات المتحدة.

تحت المظلة الرئاسية للرئيس الأميركي الجديد، سوف تقدم إسرائيل على اتخاذ خطوات و قرارات جنونية في الشرق الأوسط وبقية العالم .

لأن كل ما قيل عن ترامب والحملة المسبقة من التخويف والتهويل التي سبقت ترأسه لأمريكا ما هي إلا تحضير للعالم نفسيا وعقليا لتقبل ما سوف تتخذه الإدارة الأمريكية من قرارات جد خطيرة على استقرار العالم، و خاصة في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي/ حيث أن انتخاب ترامب و فوزه سواء كان بالتزوير أو بالأصوات فكل شيء كان مخططا له منذ فترة، بحيث تم اختيار ترامب كشخص مناسب لتنفيذ مخطط خطير تكون عواقبه وخيمة على كل دول العالم و خاصة على العالم الإسلامي.

و تنفيذ هذا البرنامج يتطلب رئيسا أمريكيا يعرف العالم كله بأنه متهور ومتعصب جدا فيعود اللوم في الأخير على ترامب كشخص تم التحذير منه مسبقا ولا يكون اللوم على أمريكا كدولة محبة للسلام و الأمن العالميين ورائدة للديمقراطية، وهذا ما يفسر التحذيرات والحملات دعائية المتعمدة داخل أمريكا التي تندد بفوز ترامب.

تحت المظلة الرئاسية للرئيس الأميركي الجديد، سوف تقدم إسرائيل على اتخاذ خطوات و قرارات جنونية في الشرق الأوسط وبقية العالم، كما يمكنها الآن في ظل رئاسة رجل مجنون أن تقوم بحروب جنونية من أجل ردع أي خطر يتهدد وجود دولة إسرائيل، ويمكنها كذلك تنفيذ العشرات بل المئات من الاغتيالات في شتى أنحاء العالم ضد كل من يمثل ولو تهديدا صغيرا لأمن إسرائيل.

كما سوف تقوم أمريكا تحت رئاسة الذي سموه بالمتهور المجنون و المتعصب ترامب بوضع قانون جديد للعالم يقوم على أساس القضاء على أي تهديد اقتصادي أو تكنولوجي أوعسكري من طرف أية دولة و خاصة الدول الإسلامية.

ترامب هو الشخص المناسب للعب دور البطل في سيناريو وضعته جماعات تخطط وتنفذ برامج كبرى لإنهاء أي تهديد يكون مستقبلا لأمريكا وإسرائيل وحلفائهما.

ودائما بحجة وجود رئيس مجنون مثل ترامب، سوف تقوم أمريكا بتنفيذ كل مخططاتها التي تتطلب استعمال القوة المفرطة والأسلحة الفتاكة إن تطلب الأمر وخوض الحروب ضد أي خطر يمثل تهديدا لها أو لحلفائها.

المهم أن ترامب ليس رئيسا خطيرا بل هو أداة لتنفيذ مشروع خطير لا يعرفه إلا واضعوه، يجعل من القوة أساسا لفرض وضع دولي جديد وخريطة جديدة للعالم. ترامب ليس هو الخطر بل الخطر في من جاء به رشحه وجعله يفوز ليملي عليه ما يقوم به وما ينفذه من قرارات.

ترامب هو الشخص المناسب الذي سوف يمثل ويلعب دور البطل في سيناريو وضعته جماعات تخطط وتنفذ برامج كبرى لإنهاء أي تهديد يكون مستقبلا لأمريكا وإسرائيل وحلفائهما.

وفي النهاية كل ما قامت به أمريكا وحلفاؤها ومؤسساتها وجيوشها وكذلك مخابراتها، سوف يتم إلصاقه بترامب الذي تم التحذير مسبقا من فوزه في الانتخابات، وهكذا تكون نهاية ترامب إما بالاغتيال أو بالعزل والمتابعة القضائية بعد أن تم تنفيذ ما كان لابد أن ينَفَذ.

المهم أن أمريكا المسكينة التي تنادي بالديمقراطية والسلام حكمها رئيس مجنون وإدارة متعصبة، وهي لا تتحمل ذنب ما فعله ترامب بل هو وحده يتحمل ثمن ما قام به.. هذه هي قصة رئيس أمريكا القادم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.