عاطلون وغير مرغوب فينا حتى من قبل أقرب الأقربين، نظرة المجتمع تجاهنا كمن ارتكب جرما يضاهي اغتصاب فتاة في سن الثالثة عشر، ويحكمون عليك بالفشل، يتغاضون عن أحلامنا وآمالنا وأفكارنا.
أنت عاطل؟ إذاً أنت بلا رأي في ظل ظروف لم نسببها لأنفسنا، من المعروف أن من الصعب جدا إجراء مسح شامل لمعرفة نسبة البطالة لفشل وتغاضي الحكومة عن ذلك وطرحها لأفكار ربما المقصود بها السياسة الخارجية من حيث مشاريع الشباب ودعم الشباب إلخ، والواقع يدفع أفراد الأسرة حتى الأطفال دون الثمانية عشر عاما إلي دوامة العمل والبحث عن لقمة العيش في أرض تغنآ لها محمد وردي:
"ديل أولادك.. وديل أمجادك.. ونيلك هيلك جرى قدامك.. تحت أقدامك".
دولتنا تحتاج إلى إعادة توزيع الأدوار ورفع ستارة المسرح، وعرض جديد وممثلين خريجي معاهد فنية، لأننا لم نعد نستطيع أن نقاوم أكثر، فرضيات الواقع تعصف بنا. |
منظمات دولية ومحلية لا أول لها ولا آخر، إيجابياتها محصورة في نطاق محدود مع وجود أجنبي.. الذين أبعدتهم الحرب وشردهم المرض والجوع يتقاسمون أحلام العبور إلى أوروبا يكافحون بصمت، وظائفهم معظمها بسيطة في حدود خبراتهم برواتب تكفي حاجتهم، وهم راضون أيضا في صمت.
الوسطاء هم أصحاب المراكز المرموقة، والعلاقات الرسمية، نطلق عليهم غالبا فيتامين واو، إن عشقك الزمن ربما يكون زميل عمك في الدراسة واحدا منهم، عندها ستضمن لنفسك النجاة من قارب العاطلين غير الشرعيين، والوصول إلى مكتب فاخر في الضفة الأخرى، العاصمة المثلثة حاضنة لأكبر الشركات المحلية والعالمية؛ تنخفض فيها نسبة الإنتاج وترتفع في شوارعها أعداد العاطلين والمتسولين على حد سواء، وتنعكس على مجهودات الشرطة المعدومة أصلا.
البطالة مشكلة عالمية ربما بعض الدول تعد بالأصابع، لا توجد بها بشكل كبير، ولكن السودان صاحب الحصة الأكبر والحظ الأوفر من المشكلات، دولتنا تحتاج إلى إعادة توزيع الأدوار ورفع ستارة المسرح، وعرض جديد وممثلين خريجي معاهد فنية وليس المتسلقين، لأننا لم نعد نستطيع أن نقاوم أكثر، فرضيات الواقع تعصف بنا كفعل التسوس في مقدمة الأسنان، ما يفقدنا بريق ابتسامة ربما كانت تخفي أوجاعا وهمومأ.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.