شعار قسم مدونات

يا شام.. الوزير لا يمثلني

Algerian Foreign Minister Ramtane Lamamra (L) attends the 17th Non-Aligned Summit in Porlamar, Venezuela September 15, 2016. REUTERS/Marco Bello

وأنا أُتصفح موقع الجزيرة نت وجدت خبرا عنوانه وزير خارجية الجزائر يصرح أن الدولة السورية انتصرت على الإرهاب في حلب. لقد آلمني جدا ذلك العنوان وأخجلني مضمون الخبر وللحظة شعرت بعدم الانتماء لبلدي الجزائر، ومن الظلم أن نُذكر في هكذا مقام وقلت في نفسي ليتنا لازلنا في السبعينيات حتى لا ينتشر هذا الخبر وقد كان تصريحا يقطر دما وغير مقبول بأي حال من الأحوال.
 

وقد قلبت هذا التصريح على كامل الأوجه فلم أجد له مبررا والكل يعلم أن الجزائر الرسمية تساند النظام ضد الثورة وكان ذلك على استحياء تارة بالمواقف في المحافل الدولية وتارة شحنات نفط، ولكن أن يوصف آلاف الأبرياء ممن قضوا تحت القصف الوحشي بالإرهابيين فهذه "وقاحة".. وأنا لا ألوم الجزيرة فهي لم تقم إلا بواجبها وهو حق المواطن في المعلومة، ولكن حزنت لأن السوريين سيقرؤون الخبر ورحت أفكر كيف سيرانا إخواننا السوريون ثم تذكرت أننا عرب ووزير الخارجية في أوطاننا لا يمثل إلا ولاه.
 

كيف لعاقل أن يساند ويدعم نظاما يقتل ويشرد ويهجر شعبه بل لم يكتف بإبادته واستورد لهم الغزاة من كل أصقاع الدنيا؟!

إن السوريين يعرفون المعادلة أن حكامنا لا يمثلون شعوبهم وإن تكلموا باسمهم إذ أن الجهة الوحيدة تحسب الأنظمة حسابها هي من يضمن شرعيتهم المفقودة شرقيا كان أم غربيا هذا إذا سلمنا بعودة هذه الأثنية إلى الوجود بعد أن زالت مع جدار برلين.. ثم إن السوريين بعد التحرير سيخبرون أبنائهم وسيدرسون في مدارسهم من هي الشعوب التي وقفت معهم ومن باعهم كما درسنا نحن في الجزائر عن الشعوب التي كاتن تقف إلى جانب ثورتنا.. وقد كان للشام نصيب من هذا الدعم بكل أنواعه.
 

ثم عدت مُستغربا تصريح الوزير بكل بجاحه أن أهالي حلب إرهابيون وها أنا أقول له من هذا المنبر تصريحك مردود عليك وأنك لا تُمثلني وأنا أعلم أنك مُدرك لهذه الحقيقة وأن القول بأن الجزائر تقف على الحياد وعلى مسافة واحدة من أطراف الصراع في أي دولة أصبح نُكتة صامطة "ير مضحكة" وأنكم دائما ما تُساندون الظالم كما حدث في كل دول الربيع العربي حتى أصبح الناس في الجزائر يقولون: إذا استشكل عليك الأمر في فهم صراع ما.. فانظر موقف النظام الجزائري واتخذ عكسه فهو دائما مع الجانب المخطئ.

إذ كيف لعاقل أن يساند ويدعم نظاما يقتل ويشرد ويهجر شعبه بل لم يكتف بإبادته واستورد لهم الغزاة من كل أصقاع الدنيا؟! صدقت يا ابن خلدون فالطغاة يجلبون الغزاة وقسما لو عاد أبو رغال لاشتكى ظلم الناس له بوصفه بالخيانة.. لأجل ذلك أنا أعتذر من إخواننا في الشام على ما بدر ممن تكلم باسمنا دون أن نُخوله لذلك، ونقول لهم أن يعلموا أن قلوبنا مُنفطرة وقلوبنا مُنخلعة ولا نملك لكم إلا الدعاء وبعض كلمات نخطها وربما ندفع ثمنها فقد حيل بيننا وبين نُصرتكم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.