وفي اليوم التالي أقدمت قوات عسكرية برية من التحالف دخلت المطار واستولت عليه، وهنا جاءت القوات العراقية الحرس الجمهوري وبعض من قوات الجيش إلى جانب الفدائيين العرب وجيش القدس؛ كي يسطروا أسمى وأروع البطولات في وجه العدو المحتل، إذ قاموا بقطع خطوط الإمدادت عن القوات التي دخلت المطار، كما قاموا بمحاصرتها وبتفجير أنفاق ملغّمة كانوا قد زرعوها مسبقاً بالمتفجرات، مما أدى إلى إثارة الرعب في نفوس القوات الأجنبية، ولم يستطع الطيران التدخل لقرب القوات من بعضها البعض، بعدها دخلت هذهِ القوات العربية المطار واشتبكت مع قوات المحتل لتلحق بها خسائر فادحة، وبسبب التعتيم الغربي عن المعركة لم يحدد عدد القتلى الأجانب في هذهِ المعركة لكن من استطاع الخروج والهرب منهم لا يتجاوز عددهم المئات.
تعتبر معركة المطار رمزاً للبطولة وتعبيراً حقيقياً عن الأخوة الموجودة بين أفراد الشعب العربي الواحد. |
دخل العرب المطار وأعادوا السيطرة عليه، في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أرسلت لهم تعزيزات التحقت بها القوات المهزومة، وبعد الفشل الغربي الذريع في معركة المطار بسبب استبسال القوات العربية لم يعد أمام دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا الحل القذر الذي استخدمتهُ في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان، إذ قامت بإرسال طائرات أمريكية كانت متواجدة في الكويت تحمل كل منها قنبلة تزن 9 أطنان تحوي مادة اليورانيوم المستخدمة في صناعة الأسلحة النووية، بالإضافةً إلى قنابل نترونية وفسفورية حارقة أمطرت المطار بها، مما أدى إلى مقتل معظم القوات العراقية والعربية المتواجدة في المطار، وبهذا سقط المطار واستكملت القوات الأمريكية التقدم نحو بغداد.
تعتبر هذهِ المعركة رمزاً للبطولة وتعبيراً حقيقياً عن الأخوة الموجودة بين أفراد الشعب العربي الواحد، فقد أتى الآلاف من أبناء الوطن العربي على اختلاف جنسياتهم وطوائفهم ودياناتهم لمساندة القوات العراقية ضد المحتل الأمريكي بغض النظر عن موقفهم السياسي من النظام العراقي أو موقف أنظمتهم منه.
ولقد كانت هذهِ المعركة واحدة من ألف غيرها رأت فيها الولايات المتحدة أنها لن تستطيع أن تحتل دولنا وتعيدنا إلى الاستعمار القديم، وهو ما جعلها تلجأ إلى أسلوبها الجديد في إضعافنا وتقسيمنا وإعادتنا إلى سيطرتها عن طريق زرع الفتن الطائفية والمذهبية وخلق مجموعات إرهابية بيننا كي نقضي على بعضنا البعض دون أن يكون هنالك داعٍ لأن تقضي هي علينا.
تحية إلى شهداء العراق. تحية إلى الزمن الذي كنا نقاتل فيه الأعداء.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.