شعار قسم مدونات

حلب بين زمن ابن العلقمي وحفيده

Buses are seen parked in Aleppo's government controlled area of Ramouseh bridge, as they wait to evacuate civilians and rebels from eastern Aleppo, Syria December 15, 2016. REUTERS/Omar Sanadiki TPX IMAGES OF THE DAY

عذرا يا ابن العلقمي!! نعم  نتقدم بطلب المعذرة منك يا ابن العلقمي يا من ظلمك التاريخ وأساءت لك الأجيال. يا من اعتقدنا لقرون طويلة أنك "أيقونة" الخيانة لبلاده، ورمز التآمر على شعبه، وعنوان الغدر لأميره الذي قربه واتمنه وولاه.

نعتذر منك ونشكو إليك كتبنا وأدبنا وتارخنا ومناهجنا الظالمة. نعتذر منك ومن صاحبك الطوسي ومن صاحبكما الأكبر هولاكو، فلم يكن لأحد أن يتخيل حقدا أعظم من حقدك على الإسلام وأنت من طليعة الرافضة، ولم يكن لأحد أن يظن أن أحدا سوف يسقط في درك أسفل من الدرك الذي سقطت فيه حين تآمرت على بغداد عاصمة الخلافة.

ولم يكن لأحد أن يتوقع أن تلد النساء من هو أخس منك حين كنت عراب استباحة المغول لبغداد، وقتل أهلها شيوخا ونساء وأطفالا، وتدنيس مقدساتها وحرق مكتباتها، وطمس تاريخها وتراثها،
لم يكن لأحد أن يعتقد أن مذبحة كمذبحة بغداد سوف تتكرر في التاريخ حتى جاء من يزيحك عن عرش الخيانة والتآمر على شعبه وعلى من يدعي أنها أمته وبلاده، من استجلب القاصي والداني إلى وطنه ليذبحوا شعبه في الشام عامة وفي حلب خاصة.

لا عذر لنا منك يا حلب فنحن كأولئك الذين جلسوا يتفرجون على بغداد وهي تذبح من المغول، بل نحن من شهدنا بغداد تذبح من زمن قريب ولم نفعل شيئا

حلب، وما أدراك ما حلب يا ابن العلقمي، حلب كما بغداد عاث فيها صاحبك هولاكو فسادا وقتلا وتدميرا، ولم يستثني من القتل إلا قومك النصيريين الرافضة. حلب التاريخ؛ أقدم مدن على الأرض
حلب بلد العلماء والفقهاء، حلب الشهباء قاهرة المستعمر.

حلب الأمويين والعباسيين والمماليك، حلب الظاهر بيبرس قاهر المغول أصحابك في الجحيم، ها هو حفيدك النصيري سفاح الشام يعيد لك أمجادك، ويسبقك في مضمار الخيانة والتآمر والغدر والحقد على الإسلام، استجلب هولاوكو العصر بوتين وقطعانه، ومعه من أحفادك الآخرين من الرافضة من شتى بقاع الدنيا من هم أشد على أهل السنة عتيا وناصره أبناء عمومتك، أحفاد عبد الله بن أبي بن سلول أصحاب الإفك الصفييون.

فلتنم قرير العين، فإن كنت قد نزلت عن عرشك فهناك من نسلك القذر من اعتلاه، وسيظل عرش الخسة والخيانة حكرا لكم ولأحفادكم.ولكن لن تظل قرير العين طويلا، فعما قريب وقريب جدا سيلحق خليفتك بك مدحورا مهزوما، وسيجر معه خزي الدنيا ويحمل وزر كل دم بريء سفكه.

سيذهب إلى مزبلة التاريخ  حيث أنت ومن شاكلك. فلتجهز له استقبالا يليق به، وسيصحبك ومن أيده وأحبه وسانده وبرر إجرامه إلى يوم تحشرون فيه معا عند مليك مقتدر، ويقتص كل ذي حق حقه منكم يوم تعضون وإياهم على أيديكم وتقولون يا ليتنا كنا ترابا.

أما نحن ، فلا عذر لنا منك يا حلب فنحن كأولئك الذين جلسوا يتفرجون على بغداد وهي تذبح من المغول، بل نحن من شهدنا بغداد تذبح من زمن قريب ولم نفعل شيئا.

عزاؤك يا حلب ليس فينا ن ولكن عزاءك في أن الله اجتبى أهلك ممن اجتباهم، وأنك في أرض الرباط وأرض المحشر وأن الملائكة باسطة أجنحتها عليك وعلى كل بلد الشام، لك الله وكفى بالله نصيرا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.