كُتِبَتْ بِماءِ الحُبِّ حينًا …
أَوْ بِماءِ النَّارِ أَحْيانًا …
وفِي الحالَيْنِ … هُنَّ فَرائِدُ
ما بِعْتُهُنّ … ولا اشْتَرَيْتُ بِهِنَّ …
تارِيخِي على بُرْئِي وَصِدْقِي شاهِدُ
وَأَنا دَفَعْتُ لأَجْلِهِنَّ مِنَ الحَياةِ ضَرِيبةً؛
فَمِنَ السُّجُونِ إِلى السُّجُونِ…
قَضَيْتُ زَهْرةَ عُمْرِيَ المَنْفِيِّ في الدُّنيا …
لأنّي واحِدُ
حَسْبِي إذا رُمَّتْ عِظامِي بَعْدَ مَوْتِي
أَنَّ شِعْرِي خَالِدُ
فَخُذُوا القَصائِدَ مِنْ دَمِي …
فَدَمِي إِلَيْكُمْ بِالرَّوائِعِ صاعِدُ
وَمَشَتْ عَرائِسُ شِعْرِيَ المَفْتُونِ.. بَيْنَ دَمِي وَدَمْعِي تَفْتِنُ وَبِكُلِّ لَفْظٍ مِنْ فَرِيدِ لُحُونِها تَتَزَيَّنُ فَتَبُوحُ؛ حِينَ يُقالُ: ها هِيَ تُبْطِنُ وتُسِرُّ؛ حِينَ يُقالُ: ها هِيَ تُعْلِنُ |
أنا شاعِرُ
واللهِ إِنّي شاعِرُ
حَطَّتْ عَلى كَفَّيْهِ أَطْيارُ المَعانِي
فَانْتَقَى ما شاءَ..
مِثْلَ الصَّائِغِ الفَنَّانِ..
يَبْدَأُ يَنْتَقِي دُرَرَ اللَّئالِئ
ثُمَّ يَنْظِمُ عِقْدَهُ..
فَيُقالُ: ما هَذا البَدِيْعُ السَّاحِرُ
يا شاعِرُ
أَنا (أَيْمَنُ)..
وَاللهِ إِنّي أَيْمَنُ
دَاءُ القَصِيْدَةِ فِي عُرُوقِي مُزْمِنُ
وَأَنا عَلَى كَأْسِ القَوَافِي مُدْمِنُ
وَأَبِي الَّذِي غَرَسَ الحُروفَ بِتُرْبَةِ المَهْوُوسِ بِالكَلِماتِ..
فَانْتَفَضَتْ هَياكِلُها..
وَكانَ الأَحْسَنُ..
وَمَشَتْ عَرائِسُ شِعْرِيَ المَفْتُونِ..
بَيْنَ دَمِي وَدَمْعِي تَفْتِنُ
وَبِكُلِّ لَفْظٍ مِنْ فَرِيدِ لُحُونِها تَتَزَيَّنُ
فَتَبُوحُ؛ حِينَ يُقالُ: ها هِيَ تُبْطِنُ
وتُسِرُّ؛ حِينَ يُقالُ: ها هِيَ تُعْلِنُ
وَيَظَلُّ ظَنُّ الهائِمِينَ بِها.. يَحُومُ..
عَلَى حِمَى ماهِيَّتِي..
فَأَنا البَعِيدُ.. أَنا القَرِيْبُ..
المُسْتَحِيْلُ.. المُمْكِنُ
وَأنا الحَقِيْقَةُ..
حِيْنَ تَبْدُو.. حِينَ تَخْفَى..
حِينَما تُسْتَبْطَنُ
خَذْ سِحْرَ قَوْلِي..
ثائِرًا كالبَحْرِ.. أَوْ
مُتعالِيًا كَالنَّجْمِ.. أَوْ
مُتَبَذِّلاً كالزَّهْرِ.. أَوْ
مُتبدِّلاً كالغَيْمِ..
لا تَخْشَ الدُّنُوَّ.. فَإِنَّنِي
أَنا أَيْمَنُ
أَنا أَيْمَنُ!!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.