وَيَعْرِفُ حَبْلُ خَيمتنا مَآسِيْنَا
وَيَعْرِفُ كُلَّ مَا فِيْنَا
وَيَعْرِفُ أَنَّ هَذِي الرِّيْحَ تُؤْذِيْهِ وَتُؤْذِيْنَا
وَيَعْرِفُ أَنَّنَا غُرَبَاءُ كالنَّمْلِ
مَقْطُوْعُوْنَ مِنْ شَجَرَةْ
فَكُلُّ قَبَائِلِ الدُّنْيَا تُعَادِيْنَا
وَفِرْعَوْنُ الذِّيْ أَلْقَى وَأَلْقَيْنَا
يُصَلِّبُنَا بِجِذْعِ النَّخْلِ
نحْنُ الحَبْلُ وَالسَّحَرَةْ
يُعَذِّبُنَا لِيُغْوِيْنَا
فَلَا يُبْقِيْ لَنَا دُنْيَا وَلَا يُبْقِيْ لَنَا دِيْنَا
وَيَعْلَمُ حَالَ طِفْلَتِنَا بُكَاءٌ يَسْتَبِيْحُ اللَّيْلَ مَمْقُوْتٌ بِلَا طَعْمٍ وَلَا لَوْنِ وَنَأْكُلُ لَحْمَ قَادَتِنَا وَقَادَتُنَا كَمِثْلِ الحَبْلِ مُمْتَدُّونَ لِلأَعْلَى بِلَا حَجْمٍ وَلَا وَزْنِ |
وَيَعْرِفُ حَبْلُ خَيْمَتِنَا هُطُوْلَ الدَّمْعِ مِنْ عَيْنِيْ
وَيَعْرِفُ حَجْمَ هَذا الجُوْعِ
وَالإِغْرَاقَ فِي الدَّيْنِ
فَيَضْوِي مِثْلَمَا نَضْوِيْ
وَيْطِوْيْ مَثْلَمَا نَطْوِيْ عَلَى الأَحْزَانِ
وَالدَّمْعِ
وَيَعْلَمُ حَالَ طِفْلَتِنَا
بُكَاءٌ يَسْتَبِيْحُ اللَّيْلَ
مَمْقُوْتٌ بِلَا طَعْمٍ وَلَا لَوْنِ
وَنَأْكُلُ لَحْمَ قَادَتِنَا
وَقَادَتُنَا
كَمِثْلِ الحَبْلِ مُمْتَدُّونَ لِلأَعْلَى بِلَا حَجْمٍ وَلَا وَزْنِ
***
ويفعل مثلما نفعلْ
طويل حبل خيمتنا كطول الصبر في المنفى
كطول البؤس والآلام والبردِ
كطول الليل بل أطولْ
***
وَنُبْصِرُ نَجْمَةً فِي الصُّبْحِ
نَسْأَلُهَا
أَلَوْنُ الفَجْرِ فِي الدُّنْيَا كَمَا فَجْرِي
بَطِيْءٌ وَجْهُهُ المَحْرُوقُ كَالجَمْرِ
أَم أَنَّ الفَجْرَ مَقْسُوْمٌ لِقِسْمَيْنِ
فقسم في مخيمنا
كَذُوبٌ كالح مافيه آمال لعودتنا
وقسم في بلاد الله
فجر صادق
يشع على الدنى أملًا
ويمقتنا
***
وَتَمْلَأُ صَدْرِي الآَهَاتُ تَحْرِقُنِي وَتَخْنِقُنِي مُغَادَرَةٌ إِلَى المَنْفَى مُغَادَرَةٌ إِلَى التَّحْقِيْق مُغَادَرَةٌ إِلَى السِّجْنِ مُغَادَرَةٌ إلى كَفَنِي وَأَدْعوْ اللهَ أَسْأَلهُ بِإِسْرَارِي وَفِي عَلَنِي |
وَنَعْرِفُ حَبْلَ خَيْمَتِنَا وَيَعْرِفُنَا
وَدُوْدٌ رُبَّمَا يَوْمًا يُعَثِّرُنِي
وَلَكِنْ لَوْلَا ذَاكَ الحَبْلِ
كَيْفَ السَّقْفُ يَسْتُرُنِي
ودون الحبل الإعصار ينهرني
سيول الخير تجرفني
ودون الحبل لا وطن ولا منفى
بلا حبل
نصير صبيَّ حمام
فلا ستر لعورتنا
وكل العالم المفضوح يفضحني
***
ألا يا حبل خيمتنا
أخالك حبلنا السُّري
إن قطعوك قد نحيا حياة دونما مرِّ
نغادر هذه الدنيا إلى الجنات أو وطني
هناك خلعت عزتنا كرامتنا
وأحلاما على المدنِ
هناك جميع ما أبغي وما يُرضي
هناك مدارج الطفل الذي ما شاب في البغض
هناك الأمن كان سجية الإنسان
والإنسان لاشيء بلا أرضِ
***
وَيَسْأَلُ حَبْلُ خَيْمَتِنَا
إِذَا غَادَرْتَ تَتْرُكُنِي؟
(إِذَا غَادَرْتُ)
إِذَاااااااا غاااااااااادرتُ
وَتَمْلَأُ صَدْرِي الآَهَاتُ تَحْرِقُنِي وَتَخْنِقُنِي
مُغَادَرَةٌ إِلَى المَنْفَى
مُغَادَرَةٌ إِلَى التَّحْقِيْق
مُغَادَرَةٌ إِلَى السِّجْنِ
مُغَادَرَةٌ إلى كَفَنِي
وَأَدْعوْ اللهَ أَسْأَلهُ بِإِسْرَارِي وَفِي عَلَنِي
مُغَادَرَةً إلى وَطَنِي
وَآَخُذُ حَبْلَ خَيْمَتِنَا يَمُوْتُ مَعِي
لَعَلَّ الحَبْلَ يَشْفَعُ لِي لَدَى رَبِّي
فَنَدْخُلَ جَنَّتَيْ عَدْنِ
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.