شعار قسم مدونات

السعودية وجاستا محكات الشك والتنافر

blogs - obama
إقرار الكونجرس الأميركي لقانون يسمح بمقاضاة السعودية باعتباراها تتحمل المسؤولية عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر؛ قد ولد حالة من الحنق والشعور بالغبن لدى المواطن السعودي.

فالعديد من أبناء المملكة وتحديدا من درس منهم بالغرب الأميركي كانوا ولفترة قريبة يعتقدون بأن الولايات المتحدة هي الشريك الإستراتيجي الوحيد – على المدى البعيد – لبلادهم.

الخلاف السعودي لن يكون مع الحكومة الأميركية المنتخبة ولكن مع بعض مؤسسات المجتمع المدني الأميركي.

ميزة السعودي خاصة والمواطن العربي بشكل عام أنهم عاطفيون أكثر مما يبنبغي حتى في السياسة.
إذ في الوقت الذي نجد فيه دول العالم المتقدم تقيم وتعيد النظر في علاقاتها وفق لمصالح شعوبها الخاصة، فإن أبناء العروبة لايزالون يحلمون بوفاء الغرب للعهود ولتلك المواثيق التي اعتقدوا بجهلهم السياسي أن الغربي سيجد نفسه مجبرا أخلاقيا للوفاء بها.

على الجميع أن يعي بأن دوائر النفوذ الأميركي قد بنت اتهامها على ضوء شهادة زكريا موسوي عضو تنظيم القاعدة المحكوم عليه بالمؤبد في السجون الأميركية؛ التي كان محورها يدور حول ضلوع شخصيات سياسية سعودية نافذة – ينتمي بعضهم للأسرة السعودية الحاكمة – في تمويل الجماعات التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

الأزمة الحالية  -في تقديري- ستجتازها حكومة الرياض لوجود علاقات سوسيوبوليتكالية متينة بين كلا طرفي المعادلةالسياسية (أميركا – السعودية)، قائمة على مصالح سياسية واقتصادية دائمة وممتدة لاتتسم بالوقتية.

أي أن الخلاف السعودي لن يكون مع الحكومة الأميركية المنتخبة ولكن مع بعض مؤسسات المجتمع المدني الأميركي.

وهذا التوتر في العلاقات قد تتمكن المملكة من تجاوزه إذ تبعت مقاربة الحل هذه التي قد تسهم في تنقية الأجواء السياسية بين كلا البلدين.

و يكمن المقترح في تشكيل وفود من كافة الشرائح المشتغلة بالسياسة وبالإعلام السياسي تملك الخبرة وتجيد الفهم والتعامل مع الخطاب الأميركي . كي تذهب للولايات المتحدة وتجلس لصقور الكونجرس والشخصيات النافذة في المجتمع وتجرب أن تتعاطى معهم وفق لغة جديدة ومغايرة للمألوف يتم عبرها التوضح لهم بالأبعاد الحقيقة للقضية وبأن المجتمع السعودي أبعد مايكون عن الإرهاب أو التطرف.
فالوهابية وإن كانت قد الصقت بالسعودية كفكر يدعوا للتشدد؛ فليس كافة أفراد المجتمع السعودي على نفس درجة القرب منها أو الإرتماء في أحضانها.

وصول رئيس أميركي جديد ومنتخب للبيت الأبيض سيسهم إلى حد بعيد في إعادة إنعاش العلاقة السعودية الأميركية التي شابها المزيد من التوتر والبرود في وقتنا الراهن.

وأن المجتمع السعودي تكمن حقيقته في كونه مجتمع مسالم قد عانى من الإرهاب الشئ الكثير. كما أن هناك من يغذي الخلاف الطائفي به ويسعى لتقويض بنية المجتمع السعودي.

وبأن الشخص وإن كان ينتمي لأسرة حاكمة أو يحتل منصبا سياسيا حساسا فإنه ليس بالضرورة أن يترجم سلوكه الماثل للعيان انتمائه الفعلي للمنظمة أو المؤسسة السياسية المنضوي تحت لوائها.

كما أن وصول رئيس أميركي جديد ومنتخب للبيت الأبيض سيسهم إلى حد بعيد في إعادة إنعاش العلاقة السعودية الأميركية التي شابها المزيد من التوتر والبرود في وقتنا الراهن.

ويبقى الخيار مفتوحا للدول العربية في تبني استراتيجيات اقتصادية ومواقف سياسية بعينها تخرجها من مربع التبعية للغرب إلى مربع الندية في التعامل مع الطرف الآخر.
هذا الأمر في تقديري غير مستبعد إذا ما ملكت الشعوب العربية  -مجتمعة- زمامها بيدها

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.