شعار قسم مدونات

اليوم لا يوجد انتماء إلا للإنسانية يا مصر السيسي

blogs - sisi
لن أتحدث عن الأسباب؛ فلا سبب قد يبرر قتل الأطفال والنساء، وأعني بهذا، القصف المستمر لحلب من قبل النظام السوري والروس، نعم لا يوجد لأفعالهم أي تبرير، فكيف يكون لعربي مسلم داعم لهذا القتل تبرير، والأن أتحدث عن مصر -السيسي-، مصر التي خيبت ظن أبناءها أولا ثم أبناء الوطن العربي، ثم حلفاءها المقربين، الحلفاء الذين قالوا عن مصر الداعمة للروس في مجلس الأمن، الدعم الذي لا يحقق إلا مزيد من الدماء في حلب، بأنه مؤلم، وأن دول غير عربية سبقت إنسانيتها مصر، قبل أن تسبق عروبة مصر الإنسانية والرحمة على الشعب السوري.

اليوم إما الاختيار ما بين صفحات التاريخ السوداء، أو بياض ونور صفحات هذا التاريخ بقول كلمة الحق، وإن كانت هذه الكلمة قد تهدم ما سبق بناؤه، أو في صف أحد خصومه.
إن هذا التصويت المصري لصالح "الفيتو" الروسي الهادف لمزيد من قتل الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا، لا يقال عنه إلا خيانة للإنسانية البشرية أولا، ثم للإسلام والمسلمون، وأخيرا للعروبة، خيانة متكاملة الأطراف، فلن يجد اليوم إنسان لمصر تبرير، ومن يبرر لها لن يزيد إلا موقفها سوء، هل يقولوا المصالح أولا، كالمصالح السعودية والتركية مع روسيا، إن قالوها، سيقول العالم متى قدمت السعودية وتركيا مصالحها قبل مصالح شعب سوريا المكلوم.

وأذكر السعودية وتركيا بالتحديد دون غيرهم؛ لأن البعض يعتقد بأن النقد الموجه للسيسي اليوم هو بسبب؛ إنتماء الناقدين لجماعة "الإخوان المسلمين"، إلا أن ذلك غير صحيح، فالسعودية تصنف هذه الجماعة في بلادها كجماعة إرهابية، على عكس تركيا التي أيضا ليست عربية، ومع ذلك أقرب للعرب والمسلمين في القضايا العربية من بعض الدول العربية.

على الداعمين للسيسي من إعلاميين الآن التوقف عن هذا الدعم، وإلا كانوا داعمين لبشار الجزار، كدعم من يدعمونه لدعم من يدعم بشار، وهذه سلسلة دموية لا يريد أي إنسان أن يكون أحد حلقاتها، اليوم لا توجد منطقة رمادية يبقى فيها أحد، اليوم إما الإختيار ما بين صفحات التاريخ السوداء، أو بياض ونور صفحات هذا التاريخ، بقول كلمة الحق، وإن كانت هذه الكلمة قد تهدم ما سبق له بناؤه، أو تكون في صف أحد خصومه.

وفي الختام أحب أن أذكر كافة الزملاء الإعلاميين بقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)).. كونوا عادلين في نقدكم كما كنتم عادلين في دعمكم، وأقول هذا الكلام؛ لأن كبار الكتاب والمثقفين اليوم صامتون في موقف حياد من تصويت مصر لصالح الروسي، وللأسف إن قلت قد برر البعض هذا التصويت؛ وهذا فقط خوف من قول الحقيقة، وخوف من أن يقال لهم في حالة قالوا الحق بأنه ينتمون لجماعة "الإخوان المسلمين" الجماعة التي ينتقدونها، والتي هي من أشد الناقدين لمصر – السيسي-.
 

السؤال الذي أختم به هذا المقال هو ألا يعلمون الكتاب الصامتون والمبررون بأنه في هذا الموقف لا يوجد إنتماء إلا للإنسانية، ليس إنتماء للتيارات الفكرية والحزبية؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.