شعار قسم مدونات

مشهد ضبابي في اللوبي اليهودي بأمريكا

blogs - AIPAC

تتناحر العديد من التيارات داخل إسرائيل حول الكيفية الأمثل في توفير أفضل دعم لهذه الدولة، وتجلى ذلك جلياً في مهاجمة صحفيين إسرائيليين لبعض التيارات الأمريكية الداعمة لإسرائيل، بعض هذه التيارات ترى أن الأيباك "تتسبب بضرر كبير لإسرائيل".

هذا ما زعمه روغل ألفر في مقال له بعنوان "اليهود الأمريكيون الأعزاء، اتركونا وشأننا" في صحيفة هآرتس بتاريخ 25/09/2016، في هجومه على اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، اتهم ألفر المنظمة بالعمل مثل المافيا وأنها تهدم حياة الإسرائيليين من خلال "الزعرنة المالية".

وحسب أقواله فإن أيباك تمنع المواطنين في إسرائيل من حقهم في تقرير مستقبلهم في الشؤون المصيرية، بما في ذلك مستقبل المناطق، ويُنهي فرضيته بكلمات "لتذهب أيباك إلى الجحيم"، في إشارة منه إلى ارتباط القرار الإسرائيلي بالمساعدات الأميركية التي تأتي عن طريق الأيباك.

من يتبنى وجهة النظر الداعمة للأيباك يتساءلون كيف سيكون شكل إسرائيل في ظل عدم وجود الأيباك، ويؤكدون أن الأيباك يقوم بأقصى جهد لصالح إسرائيل.

التيار الآخر في إسرائيل يؤمن بأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية هي علاقات استثنائية لا سابقة لها في تاريخ الشعوب، ويرجع هذا الفضل بدرجة كبيرة إلى الأيباك والتي يعتبرها أصحابُ هذا التيار فخراً للصناعة اليهودية في الولايات المتحدة، وتضم جيش من المتطوعين وطاقم مهني من الدرجة الأولى، ملتزمون حتى أعماقهم بمستقبل إسرائيل وبمستقبل العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

هذا الإرباك نبع من العقيدة السياسية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية من أن أمن اسرائيل يقف على ثلاثة أرجل: حصانة الشعب، الجيش الإسرائيلي والعلاقة مع الولايات المتحدة، ويؤمن أصحاب هذا التيار أنه بدون مساعدة الولايات المتحدة ستكون إسرائيل ضعيفة اقتصادية ومعزولة من الناحية السياسية والجيش الإسرائيلي سيصبح أداة فارغة.

كلا التيارين يرى أنه صاحب الفضل في المساعدات الأمريكية غير المسبوقة لإسرائيل، لكن المحللين الإسرائيليين يميلون إلى أن أيباك تعمل من أجل تعزيز علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل بالمعنى العميق وبدون صلة بهوية الحكومات في واشنطن أو في القدس، ويؤكدون أن هذا أمر صحي لدولة إسرائيل.

آخرون داخل إسرائيل لهم نظرة مختلفة فهم يرون أن الأيباك ليست شريكة في بناء الدولة الإسرائيلية بشكل مباشر، لكنها بفضل تأثيرها القوي على أصحاب القرار، استطاعت أن تجعل الكفة تميل لكل ما هو في مصلحة إسرائيل، لكن الأيباك ليس له قوة سحرية في كل القرارات، فهناك قرارات لم يستطع الأيباك الحيلولة دون وقوعها مثل الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي الذي تم رغم المعارضة الإسرائيلية.

من يتبنى وجهة النظر الداعمة للأيباك يتساءلون كيف سيكون شكل إسرائيل في ظل عدم وجود الأيباك، ويؤكدون أن الأيباك يقوم بأقصى جهد ممكن لصالح إسرائيل، لقد حصلت إسرائيل حتى الآن على مساعدات خيالية من الولايات المتحدة، تفوق 120 مليار دولار، أكثر من أي دولة أخرى في التاريخ.

وفي الآونة الأخيرة تم التوقيع على اتفاق المساعدات للعقد القادم بمبلغ 38 مليار دولار أخرى، الحكومة الإسرائيلية تلقت هذا الدعم الضخم بعد الأزمة التي حدثت بعد توقيع الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق النووي مع إيران، بعض السياسيين يعتبرون اتفاق المساعدات إنجازاً كبيراً سيمكن دولة إسرائيل  من شراء الطائرات التي قد تضطر إلى العمل في إيران أو سوريا، وتقوية مخزون السلاح الاستراتيجي.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.