عندما رأيت الصورة لمحمود عباس المحسوب كرئيس لدولة فلسطين المحتلة يبكي في جنازة بيريز لم أستوعب ما حصل وراجعت الصورة علّها تكون من ذكرى لشهداء فلسطين أو دموع الفراق لأحد أبطال فلسطين ولكن..هو محمود عباس بشحمه ولحمه يذرف الدموع لموت محتل أرضه وقاتل شعبه لم أعر اهتماماً لسامح شكري فلا أرى أنه يستحق الذكر أصلاً ولكنني مهتم بعباس.
أمة أصبحت بلا هيبة لتُقاتَل فيها المقاومة وتُحارَب أفكار استعادة الأرض ويقتل فيها كل من أراد الحرية ويجهض فيها كل أمل. |
عباس الذي خلف ياسر عرفات، عباس الذي يقف على رأس منظمة التحرير الفلسطينية، وأي تحرير هذا وقد بكيت على محتلك يا عباس لم تذرف الدموع لغزة والملايين المحاصرة فيها ولم تذرف الدموع لشهداء الخليل والقدس القديمة ولم تبك أرضك وعرضك ولكنك بكيت وأطلت البكاء في بيريز، أي لعنة سيسجلها لك التاريخ يا محمود ولا شيء محمود فيك حتى تسمى بمحمود.
وللرائي فليس عباس وحده من خضع بل أمة قوامها المليار والنصف تشظت وتفتت وأصبحت بلا هيبة لتُقاتَل فيها المقاومة وتُحارَب أفكار استعادة الأرض ويقتل فيها كل من أراد الحرية ويجهض فيها كل أمل ومن يقول غير ذلك فلينظر لوجه عباس المنكسر لموت عدوه بيريز وكأنه يبكي اخاه من أبيه وأمه.
عندما بكيت يا عباس فقد بكيت تنازلاً عن أرضك وبكيت لحفنة دراهم أو لرفع ضغوط تم إيهامك بأنها سترفع ولن ترفع عنك يوماً ولكنني أتساءل ما الذي ساعدك على ذرف الدموع ؟
أكان شمعون صديق الطفولة ؟
أكان صديقاً حميماً ؟
أم أنه أنقذ فلسطين من شر الأمم ؟
ما الذي أبكاك يا عباس على الصهيوني المحتل لبلادك وهل ستكون آخر الدموع أم انك قد خططت مسبقاً لتبكي نتنياهو وباراك وقد تضيف اليهم أفيخاي كهدية مقابل رضاهم عنك مستقبلا ؟!
ذرفت الدموع لأجل الهالك فما الذي ستجنيه أو ستجنيه فلسطينُنا المحتلة من هذا البكاء وما الذي سيستفاد من تاريخ النضال الفلسطيني وآلاف الشهداء والأبطال الفلسطينيين وما الذي سيكون في المقابل يا عباس؟ كم كانت دموعك قليلة ولكنها خيبة أمل لأمة، خيبة أمل لتاريخ النضال الفلسطيني، وخيبة لكل مسلم وعربي .
وبينما أتابع صورك وأنت تطأطئ رأسك وتضع يدك عليه تأتي قصيدة أحمد مطر في رأسي وأنت تبكي يا عباس وأنت لا زلت خاضعاً وقد نسيت سيفك يا أيه الحساس وأنت تبكي لزوال عدوك وأنت تبكي القتلة والمغتصبين وكأنهم ابناء عمومتك ولم تقدم شيئا لفلسطين العروبة يا من حسبت على الفلسطينيين فلسطينياً ولم أر في دموعك غير زيتون فلسطين يهوي لتصافح يدك أيادي بني صهيون.
ها أنت يا عباس ترمي الكوفية (الغترة) الفلسطينية من رأسك لتلبس كوفية اليهود وقبعتهم وها أنت تبيع الدم الفلسطيني الغالي لترضي المحتل الغاشم فتباً لمن باع أمه ولوكان المقابل ذهب الدنيا وزينتها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.