مع سرعة تناقل الأخبار وسيولتها تغيب الحكمة وتُفقد البوصلة وتختلط الأمور عند الناس؛ لهذا وجب التذكير بجملة من الركائز في زمن الفتن والأزمات..

مع سرعة تناقل الأخبار وسيولتها تغيب الحكمة وتُفقد البوصلة وتختلط الأمور عند الناس؛ لهذا وجب التذكير بجملة من الركائز في زمن الفتن والأزمات..

يجدر بنا أن نتأمل في الحج ورسائله التي يحملها للأمة في هذا الظرف العصيب، عسى أن تفيق من غفلتها، وأن تنهض من رقدتها، وأن تتعافى مما أصابها..

بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها، عمت أجواء الفرح والاستبشار بتوقيع هدنة تتوقف بموجبها الحرب على غزة، رغم الجروح والآلام الكبيرة التي خلفتها تلك الحرب على غزة وأهلها..

إن يوم الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، الذي شهد انتصار الثورة السورية، وزوال النظام الأسدي المجرم الذي قتل وشرَّد الملايين من شعبه، لهو آية من آيات الله في مصارع الطغاة والمستبدين وتحرير المستضعفين..

الله يباهي ملائكته بتغير هيئة الحجيج وشعرهم، وعلو الغبار والتراب وجوههم استجابة لأمر الله، ومعنى الافتقار والتذلل يحتاجه المسلم في عالم اليوم بطغيان المادية وخفوت الربانية وظهور معاني العلو.

لم تتوقف آلة الحرب والقتل للنساء والأطفال والمدنيين في غزة منذ أكثر من 200 يوم، وجاء رمضان والعيد والحرب مستمرة، وقد ماتت إنسانية العالم الغربي المتحضر..

أيام العيد في زماننا تكشف عن إشكالية كبرى ضاعف من إظهارها الطبيعة المادية لعصرنا، وهي إشكالية التعلق بالشكل والصورة وغياب الروح والمعنى.

أفضل الأعمال أشقها على النفوس؛ لأن الطاعة تسهل بكثرة الطائعين وتصعب بكثرة الغافلين، لهذا مجاهدة النفس بالاستقامة مع قلة التدين وكثرة الغافلين ثوابها أعظم.

عشنا ولا زلنا نعيش أصعب الأسابيع والأيام في حياتنا كلها، نشاهد فيها على الهواء قتل الأطفال والنساء، لا صوت في آذاننا غير الصراخ والبكاء، ولا رائحة في المكان سوى رائحة الدم، قتلى يسقطون كل ثانية..

هل تحل قضية فلسطين بالدعاء، أو بالتظاهر السلمي، أو بتغيير صورة البروفايل، أو بالمقاطعة، أو بإرسال الطعام ليموت الأطفال وقد شبعوا بدلا من أن يموتوا وهم جوعى؟..
