كنت أظن تضيق أبي علينا قسوة، ومنع أمي بعض أشياء نُحبها حرمان، ولكن عندما كبرت عرفت أن ما كنت أظنها قسوة كانت هي الحنان، وما أظنه حرمان كان هو العطاء.

كنت أظن تضيق أبي علينا قسوة، ومنع أمي بعض أشياء نُحبها حرمان، ولكن عندما كبرت عرفت أن ما كنت أظنها قسوة كانت هي الحنان، وما أظنه حرمان كان هو العطاء.
الأشخاص من حولنا يرتكبون الحماقات، وفي كل مرة نغفر بسبب الفطرة السليمة، ظانين أن الآخرين حريصون على مصلحتنا، لكن مواقف الحياة تؤكد أنه لا أحد حريص على مصلحتك.
لماذا نربط حياتنا بأشخاص، نعتقد أنهم سبب السعادة الوحيد لنا، وأنهمْ أصحاب الرأي السديد دائماً، ثم تبعته بسؤال آخر، ماذا سنفعل لو فقد أحدنا ذلك الشخص؟!
كئيبٌ هو المكان رغم توسط حديقة فيه، أبوابٌ حديدية وأقفال كبيرة، خشية من هرب بعض المرضى الخطيرين على حد وصف الطبيب، ورائحة الانكسار تنتشر بالمكان تُخبرك بفيضٍ من قصص الحزن.
أهل غزة ليسوا سُذَّجًا إلى هذا الحدّ، هم يعرفون أنهم لن يعودوا إلى أراضيهم في يومٍ وليلة، لكنهم حفظوا جيدًا الدرس الذي تعلموه من الصهاينة، فهم سيتبعون نظام “الدحرجة”.
غزة أفسدت كل نتائج الدراسات التي تُخبرك أن غزة تموت، الغزيّون وحدهم مقياس الأمل ومنبع الصبر ومقاومة الحياة، في غزة تولد الأحلام الجميلة وستزهر يوما في كل مكان.