كانت ميّ مرهفة لدرجة شديدة لا يمكن أن تُتَجاهل، قويّة، ومعتدّة بذاتها نعم، لكنّها رقيقة من الداخل كغصن ورد الربيع، وروحها خفيفة لطيفة كنسمة باردة في ليلة صيفية.

كانت ميّ مرهفة لدرجة شديدة لا يمكن أن تُتَجاهل، قويّة، ومعتدّة بذاتها نعم، لكنّها رقيقة من الداخل كغصن ورد الربيع، وروحها خفيفة لطيفة كنسمة باردة في ليلة صيفية.
في الحقيقة نحن لا نخاف من المواقف التي تحصل، نحن نخاف من المجهول فقط، أي أنّ ما حصل قد حصل وما وقع قد وقع وانتهى، نحن فقط نخشى المجهول.
ما زالت قصائد السياب ملاذ الكثيرين من متذوّقي الأدب العربي، وما زالت حروفه مدرسة في الرّقة ورهافة المشاعر حتى الآن ولا أحسبها ستختفي، الحروف تبقى وتعيش حتى وإن مات كتّابها.
غسان كنفاني الذي وقع أسيرًا في عشق غادة السّمان، يبدو جليًّا من بوح قلمه أنّه كان متوعكًّا بها لدرجة استحالة الشّفاء بل كان راضيًا وقانعًا بدائه ولم يبحث عن الدواء.
كنت منتشية بمنظر الناس وهم ينتظرونني بمختلف الطرق، فقد رأيت نفسي في بيوتهم وفي أسواقهم، رأيت استقبالًا حافلًا في كلّ مكان وها هي الأيام تعيد نفسها ويتجهز الناس لتوديعي واستقبالك.
سلّموا الله كلّ ما لا تقوى أرواحكم على فراقه بيقين، ودعوه للخالق وأبشروا بالحفظ، اجعلوا كلّ شيء تحبونه وسكن قلبكم في ودائع الله، فودائع الله لن تضيع أبدًا.
كانت تحبّه بطريقة عجيبة حقًّا، وكلّما سمعت اسمه ارتجف قلبها وشعرت بشيء غريب لا تستطيع أن تخفيه، كانت تحاول تتبُّع تفاصيل حياته كلّها، يهمّها أمره وعلاقاته وتصّرفاته وأقواله وأفعاله.
كانت ليلةً عصيبة قاسيّة، موجعة ولم ترحم قلوب الأردنيين، مساء يوم 11 من آب، ليلة حقّ لها أن تسمى ليلة القهر والألم والوجع الذي ستعجز الحروف كلّها عن وصفه.
يحقّ بل يجب أن تكون نصوص الرافعي مدرسة في الفن والأدب بحدّ ذاتها، فقد جمعت حروفه بين فصاحة اللغة وعمق المعنى وجزالة الوصف وسحره، وبلاغة البيان مع قوّة التراكيب.
قد يكون نوال مرادنا سهلا بالطرق التي لا ترضي الله لكن فلنتذكر دائمًا أنّ الوهّاب هو نفسه المانع، وأنّه ليس من المنطق ولا من الأدب مع الله أن نشكره بعصيانه.