عندما خرجت دفعة من السجن توقفتُ عن الإجابة عن أسئلة المحققين، فيسألون: لمَ لا تجيب؟ فأقول: لقد وعدتموني أن أكون أول من يخرج، خرجت دفعة أولى ولم أكن من ضمنها.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
وضعوني في عنبر تانغو (T) يوماً واحداً، ثم نقلوني إلى عنبر سيارة في المعسكر الثالث، وهناك وجدت جنسيات مختلفة. كان بجواري عبد الرحمن العمري من السعودية، وجزائري يُعرف بالشيخ مطيع
الإدارة الأمريكية تنظر إلى الذين في غوانتانامو على أنهم أشرار وخبثاء، وليست أمامك فرصة للخروج في الوقت القريب إلا إذا وافقت على العمل معنا، فلمَ لا توافق وتخرج؟
قال: “لا تخف، نحن أمريكا وسنحميك”، قلت له: “عذراً، إذا كانت أمريكا الدولة العظمى كما تقول غير قادرة على حماية نفسها حتى تستعين بشخص ضعيف مثلي، فكيف ستحميني؟
ستجد من يعينك ولن تشعر بأنك وحدك. سيكون لعملك هذا حوافز مادية كبيرة وستكون حياتك سعيدة، وقد تحقق ما لا يستطيع أن يحققه غيرك في سنوات طويلة وفي عمل شاق”.
بعد مُضيّ نحو شهر في عنبر شالي تولت استجوابي مجموعة جديدة من المحققين بملابس مدنية، وكان أسلوبهم أكثر لطفاً، وعرَّفوا أنفسهم بأنهم من الاستخبارات البريطانية
بتلك الأجواء الحالكة تسلل إليَّ فجأة دفءٌ من الشرق خبرت معه الفرحة في غوانتانامو لأول مرة. وسيظل ذلك اليوم محفوراً في ذاكرتي، وهو اليوم العشرون من سبتمبر حين وصلتني رسالة
ثمّة أناسٌ في هذا العالم كُتب عليهم العذاب، فيما كتب على آخرين أن يكونوا معذبيهم.. أناسٌ بشعون، يجيدون التدمير، ولا يعرفون البناء.. إنهم ساديون
انتشرت المقابر الجماعية في كثير من المدن الأفغانية لدفن آلاف الجثث، لأُناسٍ لقوا حتفهم جراء القصف الجوي الأمريكي، والقصف المدفعي لقوات دستم، أو المعاناة الشديدة داخل سجن شيبارغان
كان حقاً جحيماً تستعر فيه ألسنة الكراهية، وتتخلق رؤوس اللهب فيه ومنه إلى وجوه بشرية بشعة، ورؤوس كلاب تعمل على حراستنا ليلاً ونهاراً، تسومنا سوءَ العذاب وتذيقنا مُرَّ الهوان