من الدمامة بمكان، أن يغتال صوت بكتمه حد الخنق، وتقطع أوصال نبراته؛ لا شيء سوى أنه غرد خارج السرب، بنشاز سليم عن جوقة سخرت أياديها للتصفيق، ورمي الناس بالحجارة.

من الدمامة بمكان، أن يغتال صوت بكتمه حد الخنق، وتقطع أوصال نبراته؛ لا شيء سوى أنه غرد خارج السرب، بنشاز سليم عن جوقة سخرت أياديها للتصفيق، ورمي الناس بالحجارة.
”ناقل الكفر ليس بكافر“، وكتاب الردّة، ستظل رواية تجاوز فيها الحقيقي بالمتخيل، لكنها ستظل مرآة لحقيقة شنقيط منارة الإسلام والعلماء.. منارة الكبت والجهل واللاوعي.
تبقى الكتابة في الصحراء قليلة حد العدم، وإن شهدت في الآونة الأخيرة ثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ولأن الكتابة والقراءة توأمان، ما زالت الصحراء تعاني من موت القراءة.
“الحي الخطير” ليست من النوع الذي يتبجح صاحبه بلغته الطنانة، ولا يقلقل القارئ بحروف القلقلة، ولا يفجر غيظه بحروف الأبجدية الانفجارية، بل تساؤلات كثيرة تتمغنط داخل المتن الحكائي بلغة ثالثة.
هل صرنا اليوم مجرد أرقام لا روح فيها، في معادلات مارك الخوارزمية؟!.. يأتي من هب ودب ويجرنا وراء قلمه إلى حيث لا ندري، وهو يدري!
يفرض عليك هذا النص سلطته التاريخية المنبعجة من الدم المراق هناك بالبلقان في مذبح متعنكب الخيوط والتفاصيل، فتجد نفسك معتنقا لكل المبادئ الكونية والقيم الإنسانية متعاطفا ومدافعا عن حياة الإنسان.