هذه ليست دعاية للنظام السياسي في تركيا أو لأي عنوان من العناوين التي وضعت العصي في دواليب مجتمعاتنا ومنعتها من حسم نمط عيشها في مطلع القرن الـ21، وإنما هي دعاية لمفهوم “الصالح الاجتماعي العام”.

هذه ليست دعاية للنظام السياسي في تركيا أو لأي عنوان من العناوين التي وضعت العصي في دواليب مجتمعاتنا ومنعتها من حسم نمط عيشها في مطلع القرن الـ21، وإنما هي دعاية لمفهوم “الصالح الاجتماعي العام”.
الموصل مصطلح كقرطبة وغرناطة والقيروان ودمشق وحلب؛ حيثما حضر حضرت معاني الحضارة والنظم والانضباط، ومن أراد حقا أن تنهض؛ فعليه بأقصر الطرق، وهو اقتفاء علامة “الموصل”.
التعامل مع الأرشيف باتجاهين (تغذيته بالبيانات واستعارتها منه) لا يتم إبان الأزمات بالطرق الأكاديمية أو بنظام المكتبات العامة على شاكلة استنساخ الوثائق وتحقيق المخطوطات.
وراء كل عمل كبير فكرة تتجاوز أهميتها العمل ذاته، فما فكرة مؤسسة الأرشيف العثماني وما أصلها وغايتها؟ سؤال عن مؤسسة بهذا الحجم لا يمكن أن يبقى من دون إجابة.
الدولة التي خرجت لتوها من التحدي رفعت راية “أهل السنة” فوق مؤسساتها لتصبح أيقونة نظامها السياسي والاجتماعي والفقهي والعقدي الذي مكنها من بناء مجتمعات تتسع للأعراق والأديان المختلفة.
القرن العشرين كان قد شكل نهاية الدولة الإمبراطورية وانتصار الدولة القومية ثم شهد في أعقاب الحرب الباردة عودة بروز القوى الكبرى ثم شهد صعود الدولة الحضارية.
المرجعية التي وجدت بالأساس لإدارة شؤون أقلية (الشيعة) وسط مجتمع كبير (السنة) لا تمتلك ثقافة التعامل مع مجتمع من قوميات وأديان متعدد وفن إدارة الدولة ولا تملك آلية الوصول لقيادتها.
القومية نقيض الأممية وقد أفقدت الرقعة العربية عمقها الأممي الإسلامي وأصابت التاريخ الإسلامي بالعرج فالعرب يحجبون جوانب من التاريخ الإسلامي لأنها حدثت في حقبة سياسية إسلامية غير عربية.
الموصل ليست وحدها على مسرح انحسار الحواضر الذي يمتد على جغرافيتها الإقليمية السابقة ومثلها حلب وحمص وحماه والرقة ومن أولى أولويات الحواضر زمن الأزمات هو إدامة مقدرتها على البقاء.
ما من شك أن الدولة العثمانية التي ثارت البادية عليها كانت مثقلة بأخطاء استراتيجية بل إن الدولة العثمانية كانت قد سقطت عمليا في 1908 عندما خلع السلطان عبد الحميد.