استحقاق يوم 24 حزيران/يونيو، استحقاق يختلف عن باقي الاستحقاقات الانتخابية الاثنا عشر التي عرفتها تركيا منذ 2002، فهو تصويت على مصير تضحيات قدمها الأتراك بداية من معركة “ملاذ كرد”.

استحقاق يوم 24 حزيران/يونيو، استحقاق يختلف عن باقي الاستحقاقات الانتخابية الاثنا عشر التي عرفتها تركيا منذ 2002، فهو تصويت على مصير تضحيات قدمها الأتراك بداية من معركة “ملاذ كرد”.
هل تصالح الأتراك مع هويتهم الإسلامية هو ما جعلهم هدف كل عدو حاسد، وتخطيط ومكر كل طامع يخشى رجوع تركيا إلى عهد “الدولة الفاعلة والمؤثر إقليما ودوليا”؟
لم تفلح علمانية أتاتورك المتطرفة في تطويع الأتراك وسلخهم عن هويتم بالكامل، والأتراك اليوم على الطريق الصحيح في تصالحهم التدريجي مع هويتهم وثقافتهم وتجديد قراءتهم لتاريخهم وحضارتهم.
الهوية التركية من صميم مشروع أردوغان السياسي الذي بدأ في سبعينيات القرن الماضي، ومن مقربي أردوغان من قال إنه بدأ مع بكائه مع والده على إعدام رئيس الوزراء عدنان مندريس.
تركيا الماضي كانت دولة وظيفية مجرد خادمة لأجندة الغرب، والآن ركيا تعيد رسم مسار استقلالها عن الوصاية الخارجية، كما تعيد تعريف علاقتها مع الغرب وتغير موقعها إلى دولة فاعلة.
ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها الرئيس التركي الطيب أردوغان السياسة الألمانية تجاه تركيا، وليست المرة الأولى التي ينتقد فيها سياسة دولة وهو مقبل على زيارتها.
في 15 تموز أثبت الشعب التركي أن الوعي بأهمية استقلال الوطن، ورفضه لحكم العسكر مرة أخرى، هو الذي جعل 12 ثانية كافية لتغير مصير تركيا الجديدة ومعها مصير الشرق الأوسط.