كم غريب أننا نحن العرب، الذين أخذنا كثيرا من الأفكار الديمقراطية عن الغربيين، بصدد اكتشاف أنهم أخذوها من شعوب غابات البحيرات الكبرى شمال أميركا.

كم غريب أننا نحن العرب، الذين أخذنا كثيرا من الأفكار الديمقراطية عن الغربيين، بصدد اكتشاف أنهم أخذوها من شعوب غابات البحيرات الكبرى شمال أميركا.
كان قلبي يتعاطف مع المنشقين، بينما كان عقلي يعارضهم. كنت أدرك جيدًا أن فك الارتباط في هذا الوقت الحرج، حينما نواجه هجوم الثورة المضادة، لن يزيد الطين إلا بلة.
بيّن هشام جعفر من البداية أن معارضته ليست بالمعنى السياسي وإنما الشعري. وهذه المقالة لمعارضته لا بمعنى المناكفة وإنما من باب التوضيح، لأنه إذا كانت هناك قضية بحاجة للنقاش المعمق فهي الديمقراطية.
إن سرّ قوة الاستبداد على قلة جنوده هو التنظيم والانضباط، وسرّ ضعف مناهضيه تفرقهم وضعف تنظيمهم وسهولة تفكيكه، إما تلقائيا أو بالقمع.
بخصوص النموذج الصيني الذي حقق التقدم عن طريق التضحية بالحرية، فهناك بلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا حققت وتحقق نموا اقتصاديا مذهلا دون أن تضحي بالحرية على مذبح التقدم الاقتصادي.
لماذا ما لا يمكن أن يكون مسموحا به في الدين، يُطالب به في الديمقراطية؟ هذا لسبب بسيط، هو أن الديمقراطية ليست دينا، بل عقدا أو مجرد قواعد لعبة لتنظيم السلطة داخل المجتمع.
لو كانت الديمقراطية النظام المثالي الذي ندّعي لكانت النظام السائد في كل العالم، ولتبنتها كل الشعوب كما تبنت من دون تردد الكهرباء والتعليم الإجباري وقانون الطرقات.
من بين قائمة الكوارث القادمة المتوقعة تزايد الفقر والبطالة وانهيار الطبقة الوسطى وتتابع الثورات والثورات المضادة، وتحول بلداننا إلى ساحات حروب بالوكالة كما هو الحال في ليبيا والسودان واليمن وسوريا.
كانت فكرتي أنه لو وجدت محكمة دستورية دولية تتوجه لها منظمات المجتمع المدني في بلد منكوب بالدكتاتورية وليس فيه لا محكمة دستورية وطنية ولا قضاء مستقل لنقضت هذه المحكمة الانتخابات المزيفة.
طوال 4 عقود مرّت عليّ كلمح البصر كم من معارك فكرية، كم من كتب قرأت وكتبت، كم من ساعات نقاش، وأيضا كم من معارك سياسية مع الأصدقاء، مع الخصوم، مع الأعداء قادتني إلى السجن، والطرد، والنفي، ثم إلى القصر.