المواطنية بدلًا من الوطنية.. هذا نضال ما زال في بدايته ويجب أن يتواصل حتى يصبح الوطن الأرض التي نهرب إليها بعد أن جعلتها الوطنية الأرض التي نهرب منها.

المواطنية بدلًا من الوطنية.. هذا نضال ما زال في بدايته ويجب أن يتواصل حتى يصبح الوطن الأرض التي نهرب إليها بعد أن جعلتها الوطنية الأرض التي نهرب منها.
في الذكرى السنوية لإطلاقه، ناقش الكاتب تجربته مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأثر مبادئه في عمله الحقوقي، مستعرضًا الصراعات الفكرية حول عالميته، خصوصيته، وأثره المستمر على القيم الإنسانية الشاملة.
الخطّ الفاصل اليوم هو بين الاستبداد والديمقراطية ولا شيء آخر. أي بين الاستبداديين أكانوا علمانيين أو إسلاميين، وبين الديمقراطيين لا يهم أن يكونوا علمانيين أو إسلاميين.
ربما مثلت نتائج الانتخابات الأميركية مفاجأة للكثير من الديمقراطيين الغربيين والعرب لكنها كانت متوقعة بعد انتخابات مشابهة في الهند والمجر وتونس والأرجنتين، وانتظروا نفس المسلسل في فرنسا بعد ثلاث سنوات.
السيناريو الوحيد أمام إسرائيل هو بين الحرب الأزلية والحرب الأبدية، ومن ثم الخيار المفروض على الفلسطينيين والعرب هو المقاومة أو المقاومة.
الاستنتاج الذي يفرضه المنطق هو أنه إذا أردنا التقدم بالمشروع الديمقراطي فلا خيار غير اعتبار الحرية والعدل وجهًا نفس قطعة النقد وجعل الحرية في خدمة العدل والعدل في خدمة الحرية.
على أي خيارات فكرية وقيمية أخرى تكون قاطعة للثقافات يمكن أن نبني آليات جديدة تعيد للمشروع الديمقراطي حيويته المتلاشية وتدفع به قدمًا في طريق سيبقى دومًا طريق الماشي نحو الأفق.
إذا أردنا مواصلة المشروع الديمقراطي بحظوظ معقولة للنجاح، علينا ألا نغيّر شيئًا من أهدافه لكن علينا أن نغير كل شيء في وسائله لأنها اليوم سبب أزمتها الخانقة، بل هي من تفرش البساط الأحمر للاستبداد.
إسرائيل دولة استعمارية، كما يدلّ على ذلك احتلالها الضفة رغم أنف القانون الدولي، ودولة استبدادية كما تدلّ على ذلك سياسة القتل والسجن، ونزع الأراضي خارج كل قانون إلا قانون القوة.
يبقى السؤال: كيف نقنع الأجيال الشابة المعرّضة لإغراءات أيديولوجية متعددة باختيار الحل الديمقراطي، وخاصة كيف نحثّها على استملاك هذا الحل وتطويره بالتعلّم من أخطائنا ومن أخطاء الآخرين.