لنأخذ خطوتين إلى الوراء علّنا نرى الصورة أكثر وضوحا، ولنفتح شبابيك القلوب ولنتركها مواربة لرياح التساؤلات، عسى أن تزورنا السعادة ولو لمرة واحدة.

لنأخذ خطوتين إلى الوراء علّنا نرى الصورة أكثر وضوحا، ولنفتح شبابيك القلوب ولنتركها مواربة لرياح التساؤلات، عسى أن تزورنا السعادة ولو لمرة واحدة.
العقلية السياسية التي لدينا تجعل من هذا التكرار حتمية لا مناص منها، هي عقلية لا ترى الوطن أكثر من أيدولوجيا متخيلة في رأس أحدهم أو حلبة مصنوعة خصيصاً لصراع الديَّكة.
في الحياة الحقيقية الأمر مختلف تماماً، الخارج دائماً هو الذي يحدد أهمية الذات الماثلة أمامنا، وتبعاً لذلك تتماهى معاني البطولة والعظمة، ويُعاد ترتيب الناس من حولنا بطريقة مُخِلَّة.
المزعج والقاسي حقاً في حياة الطب هو أنك في مرحلة ما من مشوارك الدراسي -الطويل والذي لن ينتهي بالمناسبة- في لحظة ما سيتوجب عليك الاختيار ما بين الطب والحياة الطبيعية!
الشيخ عبد الحي ذو الطموح السياسي والسيدة وزيرة الشباب اليافعة هما آخر تجلي لهذه الكوميديا السوداء، حروب كلامية وشتائم هنا وهناك، تحشيد واصطفافات وتقسيمات ثنائية للمشهد السياسي
أتينا لهذا العالم مكتملي الأطراف، بالرغم من أننا لم نحمل صكاً يضمن لنا ذلك، وجدنا أنفسنا في كنف أسرة ووالدان يتكفلان بأمرنا، بينما الآلاف ولدوا هكذا في الشوارع الخلفية للمدن.
المعرفة لم تعد هدفاً في الأساس، وإنما المسوح والقشور هي كل يريده الجمهور.. هي ما يطلبه إنسان هذا العصر بتركيبته الجديدة، فهو يسعى نحو تسطيح كل ما هو عميق.
فرويد الأب المؤسس لعلم النفس التحليلي كان يرى أن الإنسان كائن بيولوجي، بمعنى أن غرائزه هي التي تحركه، إلا أن واقع اليوم بفضاءاته الافتراضية يدفعنا لإعادة النظر في هذه الفرضية.
الكثير من الفلاسفة تكيفوا مع هذه البشاعة المفرطة التي ارتبطت بوجودنا كـ بشر على هذا الكوكب، وآمنوا بفكرة أن بالوجود البشري ميؤوس منه ولا جدوى إطلاقاً من محاولة إصلاحه.
الحياة بالمجمل ليست عادلة ولا يفترض بها أن تكون عادلة، فهي اختبار مليء بكم هائل من التناقضات والأسئلة التي لن تتسع أعمارنا الصغيرة بما يكفي لنحصل لها على إجابات شافية.