أذكركم يا سادة أن مشكلة العربي لم تكن يوما بسبب القضية الفلسطينية، إنما مشكلته تكمن في الفساد والاستبداد الذي تمارسه أنظمته الحاكمة، مشكلته في سجون مكدسة بالمعارضين..

كاتب فلسطيني ومراسل شبكة الجزيرة في بريطانيا سابقا
أذكركم يا سادة أن مشكلة العربي لم تكن يوما بسبب القضية الفلسطينية، إنما مشكلته تكمن في الفساد والاستبداد الذي تمارسه أنظمته الحاكمة، مشكلته في سجون مكدسة بالمعارضين..
تحية فلسطينية للجزائريين، فشاعر الثورة الفلسطينية الكبير محمود درويش، تمنى أن يكون ماسح أحذية في الجزائر، وكان أول خروج له من بيروت للجزائر وبجواز جزائري، وفيها كتب نص إعلان استقلال الدولة الفلسطينية
المسار الذي يعتقد بعض القادة العرب أنه مسلك تفرضه إكراهات السياسة يجانبه الصواب والمنطق ، فكل المعطيات تقود إلى أن قرار التطبيع ووضع البيض في سلال إسرائيل هو مغامرة محكوم عليه بالفشل.
كان الفلسطينيون يجتمعون في السابق مع العرب لمواجهة مشاريع إسرائيل ومخططاتها، لكنهم اليوم باتوا يجتمعون لمواجهة مشاريع بعض العرب المتحالفين معها
هذا التطبيع الجديد لا يخترع العجلة، كل الدول التي سبقت أبو ظبي بعشرات السنين لم تجن شيئا من إسرائيل، بل على العكس فاقم تطبيعها مع تل أبيب من أزماتها الداخلية والإقليمية.
الاندفاع خلف الأصوات التي تطالب بحل السلطة، بقدر ما فيها من صدق بقدر يكتنفها من مغامرة غير محسوبة، قد تنتهي بالحالة الفلسطينية لحالة من الفوضى تزيد من حالة التيه الفلسطيني.
لم يهجر أولئك بلدانهم جراء كورونا الذي لم يمر على انتشاره سوى شهور، فهناك وباء متفش منذ خمسينات القرن الماضي، هو وباء الزمر العسكرية الانقلابية الاستئصالية، والتي جرفت ما تبقى من بلدان غادرها المستعمر
مشكلتنا في العالم العربي أننا لا نقرأ التاريخ، ومن يقرأ التاريخ من العرب لا يقوم بالإفادة من الماضي بل يكرر أخطاءه، إذ يبدو أن الانتحار الذاتي بات صفة عربية بامتياز.
أراد من انقلبوا على مرسي وداعموهم أن يقولوا للناس لا يمكنكم أبدا انتخاب رئيس من بينكم، فنحن من نختار الرؤساء “أنتم شعب ونحن شعب”، وأن طبقة الحكام لا يمكن إلا أن تأتي من بين ظهرانيي الدولة العميقة.
كورونا في المقابل مثلت كذلك فرصة لبعض الأنظمة العربية لتكتسب قدرا من الشرعية التي رممت بها كياناتها المتهالكة قبل الوباء، استعدادا للخطوة القادمة وهي القيام بالدور المطلوب منها في سياق صفقة القرن.