إن فضاء التواصل الاجتماعي يؤشر على عبورنا من زمن خصوصية الفرد والعائلة إلى زمن اللاخصوصية لهذا الفرد والجماعة، وهو يحاكي ويوازي الواقع، ويؤثر في سلوكنا اليومي وقيمنا المجتمعية وعاداتنا.
تدفق المحتوى
نصف قرن وما يزيد، شيد منازل وبنايات تقع بملكية الغير، مقابل أجرة لا تساوي جزءا بسيطا من شبح الموت المتربص به في كل لحظة وحين في غياب أدنى شروط السلامة.
إن الوطن ليس رقعة جغرافية بل هو إحساس بالوجود والانتماء يتجدد فينا كل يوم وامتلاك للحقوق دون مذلة، والحياة ليس روتيناً متواتراً لسنوات معدودة بل فكرة تحتضر بدواخلنا كل لحظة.
كشف حراك المقاطعون الذي يعد امتداد لحركية مجتمعية تكاد لا تهدأ وفي ارتفاع مضطرد في منسوبها عن وعي مجتمعي متزايد منذ الحراك الذي شهدته منطقة الريف.
أربعة وعشرون ساعة من العزلة عن الواقع، وأربعة وعشرون ساعة حضورا في العالم الافتراضي، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، أربعة وعشرين ساعة من الإبحار في عالم ملؤه عدد من التعليقات والاعجابات
في كل يوم نرتشف مرارة الحدث، ونبتلع عسر المشهد، نكتفي بالتسمر في أماكننا، فلا مجال لتحليل مشهد وحدث عصي عن الفهم والإدراك، إنه مجال الصمت والتجاهل.
واجب علينا أن نعلن الحداد على أوطاننا، على غربتنا داخل وطن يضيق بتواجدنا، يضيق بوعينا، على وطن يقتل أبناءه، ويشرد عياله، على وطن تحول إلى سجن فسيح
