ليس هناك من شكّ في أنّ تَبِعات فيروس كورونا المستجد قد شكّلت انعطافة ثوريّة غير مسبوقة على كلّ الجبهات الإنسانية، وربّما تكون المفاعيل السيكولوجيّة لهذه الانعطافة للفرد نافذةً.

ليس هناك من شكّ في أنّ تَبِعات فيروس كورونا المستجد قد شكّلت انعطافة ثوريّة غير مسبوقة على كلّ الجبهات الإنسانية، وربّما تكون المفاعيل السيكولوجيّة لهذه الانعطافة للفرد نافذةً.
المظاهرات الشعبيّة المبعثرة، بالرغم من الإمكانيات الثورية الهائلة التي تحملها بين ثناياها، ستظل مجرد “مظاهرات إصلاحية” في غياب البديل السياسي الذي يستثمرها في اتجاه تحطيم السلطة السياسية.
بين المغامرة والمُقامرة خيطٌ رفيعٌ ومساحة فاصلة، تختلطُ على النّاس موازينها كاختلاط لفظ حرفَا الغين والقاف فيها عند بعض العرب فتتشابه عليهم الحروف. والحقيقة أنّ المغامر يجازفُ ليجد لا ليخسر.
الباحثُ المتعطّش أيًّا كان مجال تخصّصه تجده تائهًا في سراديب العلم، عقله عن أروقة الحياة قد انصرف، وكأنّ به يقينًا زرعه وَلَهُ البحث لكنّه اشترط العُزوف.
التّهافت على نقل الأخبار كوّن طبقة من المستعجلين المتسرّعين، شخصيّات ذوي مصداقيّة رثّة أو معدمة، لا يُلقون بالاً حين تناقلهم الخبر لمصدره ولا لطبيعته التي قد تخلق شرخًا بين النّاس.
حمل الشّهر بين ثناياه انتصارات نحفلُ بها فقَد حمل كذلك ألمًا نأسى له، حين شاءت أقدار الله أن تُفجَع الأمّة الإسلاميّة بالفَقْد فكان استشهاد الحُسين -رضي الله عنه- بموقعة كربلاء.
وحدكَ تعلم ميزان نفسكَ وتعرف بها مقاديرها وتدرك حجمها “بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ”، فلا يضرّك حينها قادحٌ ولا ينفعك مادحٌ، فإذا فقهتها ألجمتها فألزمتها الأدب.
من النّاس من يُفزعهم شبح الفقد أكثر من أيّ شيءٍ، رغم صلابتهم وتبلّد مشاعرهم، رغم لامبالاتهم المفرطة، إلاّ أنّك تجدهُ يقضُّ مضجعهم ويلتهمُ طمأنة أيّامهم.
التاريخ يحملُ الكثير من القصص التي تتحدّث عن المشاكل التي تعرّض لها العلماء والباحثون عندما وصلوا إلى أمور بدت لهم متناقضة مع بعض المعتقدات الدينيّة.
حاجتنا اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى دفع دولاب المفاهيم بعيدًا عن باطلٍ تلبّس به، وردّها لفظًا ومعنى إلى أصلها في منظومة الحقّ والعدل.