السؤال الأقسى الذي أثارته تلك العبارة، من منا يحيا وهو ليس متعفنا بالمعنى الذي قصده ماركيز، أو ربما أكثر؟
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ما يحدث حالياً من تغيير كبير بالعالم يطال العلاقة الأزلية بين الشعب والحكومات، فهذه هي المرة الأولى بفضل كورونا، يتصدر الشعب القائمة، وتُتّخذُ الإجراءات لحمايته وتصبح الأرواح وبقائها الهمّ الأول.
ضمن العزلة المفروضة على الجميع كلّ يحاول استثمار ما يملكه من فكرة أو وقت أو حلم أو مشروع على أمل أن تنتهي ويرافقها نتاج طيب.
منذ مدة انتهيت من مشاهدة مسلسل الفانتازيا “صراع العروش”، لم أقف حينها رغم كثافة العمل وطروحاته الغزيرة وعلى امتداد أجزائه العديدة إلا أمام فكرة واحدة وجدتها حساسة وتمسّنا جميعاً.
أحياناً يقف الإبداع على أطراف حواف قاسية لكنها هشة وتُكسر. فلا يحتاج الموت لأسلحة ولا الحرب للكثير من التكتيكات العسكرية حتى تشن فالموت قد يكون نتاج كلمة أو موقف وحيد.
العنف أكبر من أن يُحصر في فكرة (المجتمع الذكوري) فالسلطة الذكورية هي نتيحة في نهاية الأمر نتلقى بسببها آلاف المآسي الإنسانية بشكل يومي وضحيتها ليست المرأة فقط بل الأبناء.
بتُّ أعتقد أن تلك العزلة المؤقتة مطلب جماهيري نُجمع على حاجتنا له، وبأنها مكان نرتبط به لاحتضانه لجنوننا وهمومنا وصدقنا وكذبنا، مكان مراياه فقط تعكس ما تراه بشفافية مطلقة.
الكثير من الإبداعات تلاشت في مهب الظروف أو أصبحت ضئيلة عاجزة عن إخراج ذاتها، لأن المبدع احترق من الداخل وطُعن في إبداعه وأضحى يعاني من سكرات الإبداع.
ما يثير الغرابة والتساؤل هو الاستسلام التام كظاهرة عامة أمام أي تحدٍ جديد يثار على أصعدة السياسة والاقتصاد والوطن والحقوق، وصلنا إلى حافة الإفلاس والعجز في قدرتنا على المجابهة.
المدينة الفاضلة بمثاليتها المبالغ بها يقر باستحالة تحقيقها أفلاطون نفسه، فهو الذي أخفق بممارسة السياسة هرباً مما شهدته أثينا من ثورات وانصرف نحو علمه ودراساته ليعد جيلاً من الفلاسفة بعده.