علي غزال

إن التشدد الديني في غير موضعه ظاهرة قديمة لازمت عصور الإسلام كلها، وقد كان التشدد قديماً محدود الأثر والفتنة متمثلاً بالخوارج، بيدَ أنه بات اليوم وباءً يتفاقم مع الزمن خاصةً.

كان حتر مجرماً شارك في سفك دم السوريّين بمساندته قاتلَهم وحجّه إليه في دمشق غير مرة ولا مرتين وتغريدته الناضحة دماً وكفراً: “ليس حزب الله في القلمون بل الله نفسه”.

الظاهرة الكروية في العالَم و عندنا خصوصاً سعي بائس للبحث عن مجد في غير محلِّه و بغير أدواته الحقيقة، نتائج هزيلة نتفنَّن في تحويلها إلى انتصارات زوراً و بهتاناً.

إن الإعلام المحايد كذبة كبرى؛ فوسائل الإعلام جزء متحيز للحقّ و ثانٍ واقف في صفّ الباطل و آخر متأرجح حسب مصالح المموّل يتعاطف مع ثورة هنا و يطبّل لمجرم هناك

ذكر الدكتور عبد الله النفيسي أنه التقى مع حسن روحاني في اجتماع رسمي في طهران عام 1992، وأنه قال له “الساحل الغربي من الكويت إلى عُمان تابع لإيران”.

إن الحق أبلج لا يميته التجاهل ولا يفنيه التغاضي ولا يهزه الإرجاف، ولَمُرُّ الحقيقة أنجع من حلو السراب؛ فلا تستكبرنّ على المراجعة ولا تخافنّ من التمحيص ولا يأخذنّك الشنآن بالإثم.

اللغة ليست مجرد وسيلة تواصل وتعبير عن الثقافة، بل هي الثقافة، إذ لم تبدع أمة و لم تخلّف إرثاً حضارياً دون أن تفكّر بلغتها، وتدرس بلغتها من المهد إلى اللحد.