إمكانية الإجابة على سؤال الحل؛ في هذا الواقع، هو ضرب من ضروب الخيال واللامنطقية، إذ لا يمكن لمجتمع أن يواجه أعداءه دون أن يتمتع ببنية فكرية وإجرائية أداتية مؤسسية فاعلة.

إمكانية الإجابة على سؤال الحل؛ في هذا الواقع، هو ضرب من ضروب الخيال واللامنطقية، إذ لا يمكن لمجتمع أن يواجه أعداءه دون أن يتمتع ببنية فكرية وإجرائية أداتية مؤسسية فاعلة.
الصراع في أصله لم يكن على حدود أو أرض، بل هو صراع وجودي يحاول فيه كل طرف من الأطراف أن ينتصر في هذه المعركة الصفرية، عبر امتلاك أدوات القوة التقليدية.
سجالاتٌ واختلافاتٌ كبيرة دخلت فيها غزة بعد أن أُعلن عن التوصل إلى تفاهماتٍ تقتضي التخفيضَ من حدَّة التوتر الدائر على الحدود بين الشباب الثائر وجنود الاحتلال الذين يبطشون بهم.
لا أحد من طرفي الانقسام يستطيع أن يمتلك الجرأة ليعلن عن أهدافه الحقيقية من وراء الصراع، والكل يسعى لتجميل صورته أمام الشعب وتسويق روايته أملا في وقوف الشعب إلى صفه.
غزة الصغيرة مساحةً الكبيرة عنفواناً وثورية، تلك البقعة من الأرض التي نذرت نفسها لأن تكون مصدر القلق والتحدي لكل من يحاول طمس الهوية الفلسطينية ومسح معالم الحق الفلسطيني في أرضه.
أصبح الانقسام شماعة علَّقنا عليها كل مصائبنا وتخاذُلِنا وضعفنا وهواننا على أنفسنا وعلى الناس، مبرر مقولب جاهز ما أسهل أن نطلقه على أي مشكلة تواجهنا.
إنَّ ألوانَ المُعاناةِ وصُنوفها التي فُرضَت على الشَّعبِ الفِلسطيني لَمْ ولَن تَجْعَلهُ يَستَسلِمُ في أي وَقْت وتَحْتَ أي ظَرْف، وفي كُلِّ لَحْظة يَسْتطيعُ الشَّعبُ الفلسطيني أنْ يُبدِعَ في نِضالِهِ.
إذا استطعنا أنْ نخرجَ من إطار التفكير الحزبيّ الضيق والارتقاء إلى صياغة مشروعٍ تحرريٍ شامل يعملُ تحت إطاره جميع أطياف الشعب الفلسطيني فإننا حتماً سنعيدُ للقضيةِ الفلسطينية زخمها وبريقها اللامع.