تربِّي السوق الأجيال الجديدة على الثقافة الاستهلاكية مستعملة حيلا شتى، دون أن يفطن الأهالي غالباً إلى ما يفعله هذا الإغراق بأطفالهم وقد لا يجدون فكاكا من هذا الإغراق الذي يستولي على الأجيال الجديدة.

تربِّي السوق الأجيال الجديدة على الثقافة الاستهلاكية مستعملة حيلا شتى، دون أن يفطن الأهالي غالباً إلى ما يفعله هذا الإغراق بأطفالهم وقد لا يجدون فكاكا من هذا الإغراق الذي يستولي على الأجيال الجديدة.
ابتدأت المساعي بالتشكيك في أهلية الدكتور محمد مرسي لأن يصعد إلى رئاسة مصر مع إظهار الاستخفاف به. ألصق متحدِّثو الشاشات به نعوتاً وأوصافاً ذميمة منذ ترشّحه، بإظهاره مجرّد بديل احتياطي عن مرشّح آخر.
في ظلال هذه الحالة المتّصلة بالمأزق العربي الراهن ومخاضاته الشاقة؛ ترضخ بعض النخب العربية لعقد تحكم تفكيرها؛ فلا ترى سواها أو لا تُبصر ما يعلوها، وهي عند بعضها عقدة التاريخ، أو عقدة الغرب.
بعض التحريض والكراهية إذ يتذرّعان بالسماء؛ فإنّ بعضهما الآخر متّصل بالأرض حتماً وبمذاهبها ومشاربها، بخلاف الانطباع الزائف الذي يحاول بعضهم تشكيله بربط التطرّف والمروق والعدوان بالأديان.
النظام العلماني قد يدفع باتجاه إنضاج الحالة الكهنوتية على طرائقه، بصفة صريحة أو رمزية، وقد يسعى بالتالي إلى توفير الغطاء التشريعيّ اللازم لذلك مع آليّاته الإجرائية.
كشفت أزمة كورونا اضطراب النظرة إلى الذّات الجمعية، أي “نحن”؛ وإلى الآخرين أيضاً. أفصحت تداولاتٌ شبكية رائجة في موسم الجائحة عن منطق ساذج يستعلي على الشعوب.
تجد الخرافة فرصتها في أحداث كبرى داهمة وتطوّرات جارفة مُحيِّرة تستثير شغف الجماهير بالفهم وتُغري باندفاع النُّخَب إلى الشّرح.
أحدثت صدمة كورونا استفاقةً – قد تبقى لحظية وقد تمتدّ – من مطاردة الجماهير أحلام الفردوس الأرضيّ المتوهّم، الذي بيعت رموزُه المُسكِرة وعلاماته البازغة وسلعه الوافرة وخدماته المركّبة لجماهير الكوكب.
لا حرَج عبر مسعاك هذا في أن تتلوّن فكريّاً وفقَ كلِّ موجة، وأن تتقلّب سياسيّاً حسبَ كلِّ مرحلة، فهذا من مقتضيات صعودِكَ فوْق أمواجٍ متلاطمة وتصدُّرِك عبر مراحل متعارضة.
لا تتوانى بعض النُّخَب والجماهير عن تسويغ هذا المنحى بحجج تزعم انتهاء زمان الكُتُب وأفول عهد التّدوين وانصراف النّاس عن القراءة، وهي مزاعم تعسّفية تبرِّر عندهم كسْر الأقلام وإفراغ المحابر.