بَين تفاصيل هذا العالم المشوّه ليسَ أقسى على قلوبنا من قرار “الرحيل”! صعبة حقًا هي تلك الخطوة ومبكٍ هو ذاك القرار، كأن تتخلّى عن كلّ تفاصيلك.. نفسكَ.. قلمكَ.. رسومك.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
أذكرُ بكلّ حرقة ذكرى النكبة الفلسطينيّة يوم تخلّى الجميع عن أرض “أبو جهاد” وتُرِكَ الوطن الكنعانيّ في مواجهة الفراغ والعدوّ وخياناتنا المتكرّرة، ها نحن اليوم نُعيد ذات الفعلة مع “حلب”.
أترحل في منتصف الطريق يا “مهنّد” وأنتَ الذّي علّمتنا القتال والتمرّد؟ كيف تعلن عن هكذا نهاية متواضعة لرجل تحدّى الرصاص والقتل والسجون لتسقط على يد “سرطان الدمّ” سريعاً؟
الطغاة يهابون الثورة، ولذلك فنحن نحبها، نموت على يديها ولا نقتل أبداً.. فكم هو طيّب مذاق الخبز الصلب وأنت تصنع التاريخ من عنفوان اللحظة وشرارة الشارع.
عجزنا على فهمه وهو الذّي يسكن كلّ تفاصيلنا المشوّهة.. لم نكن قادرين على أن نحبّ، فقط يحدثُ أن يجعلنا لون الدمّ نحب!!
إعلان