بينما نحن أمة لم نحسن الحديث عن الحياة، فقه الموت له مصنفات كثيرة، وفقه الحياة قل من سبر أغواره، ونحن واقفون دائما ننتظر الساعة أن تقوم، دون أن نحرك ساكنا.

بينما نحن أمة لم نحسن الحديث عن الحياة، فقه الموت له مصنفات كثيرة، وفقه الحياة قل من سبر أغواره، ونحن واقفون دائما ننتظر الساعة أن تقوم، دون أن نحرك ساكنا.
بالأمس ليلاً داهمني اليأس بجنوده وأسلحته، وكانت مواجهة عظيمة بينه وبين الأمل، لم ينتصر أحد منهما في قلبي، طلب اليأس من الأمل هدنة ليوم واحد، وبعد مباحثات طويلة اتفقا.
نحن الذين ألفنا الحياة خارج المنازل، من الطبيعي أن ترانا في المقاهي في أحلك الظروف وأصعبها، نحتسي الشاي باستمرار، نقلب صفحات التواصل الاجتماعي، ننقد واقعنا باستمرار.
حلم الشباب العراقي بالتغيير، غدا واضحاً للعيان، وقد اختط الشباب حلمهم وبصموا عليه بدمائهم، وقد رفعت مطالبهم بشكل واضح في ساحة التحرير، رحيل الحكومة برمتها، برئاساتها الثلاث الجمهورية والوزراء والبرلمان.
أنهى السلطان كلمته، وكان للشارع كلمة أخرى مختلفة، فساحة التحرير بانتظار روادها فهي على موعد معهم تنتظر قدومهم لتزدهي بأناشيد الحرية والكرامة، فخرج المتظاهرون بالآلاف متوجهين صوب ساحة التحرير.
اليوم تندلع الاحتجاجات في قلب العراق، وعلى مقربة من المنطقة الخضراء حيث يتربع حيتان الفساد، يخرج الشعب الجائع الذي ضحى في كل المعارك والمواقف.
كثيرٌ من الناس تراودهم أحلام كبيرة، وأهداف عظيمة، وطموحات رائعة، ما الذي يجعل بعض من الناس يحققها ويجعلها واقعاً، ويبقى قسم آخر، عالقة في أذهانهم مجرد أحلام تأتي للذهن وتذهب.
التغيير بمثابة قبلة عابرة تجد أثرها بشفتيك ولو بعد مئة سنة من ذكراها، في السكون أنت رابحٌ لا محالة، في التغيير ثمّة خسارة محتملة، لكن أثر الدهشة والإثارة سيبقى معك.
الصورة الحقيقية للعيد تكمن في الفرح، أن يفرح الإنسان مهما كانت ظروف الحياة قاسية، فإن لم يسعد الحال، فليسعد على أضعف الإيمان المقال، وليكن لسان حالنا مليء بالفرح.
دخل المحتل واختلف الناس إلى أقسام كثيرة، فالأخلاق الحاضرة وقت الاستبداد هي أخلاق مزيفة، أخلاق تخاف من الأمير، ولا تملك ذرة من تأنيب الضمير.