لم يعد قلبي يحتمل الجلوس، ولم يعد للروح أن تعتاد الركون، فالاستسلام لم يكن في قواميس أيامنا، والخوف لم يُسطر في كتب مقاومينا، لنتقدم أمتار قليلة، ونبصر أرضنا عن قرب.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
كبُرنا وأصبحنا نتغنى بأسماء بلداتنا الفلسطينية ونفخر باسمها الحقيقي دون تزييف عبر الإذاعة المدرسية، نشدو ونقرأ القصائد عن زهر البرتقال، وعن جمال الأسوار، والأنهار، نهتف باسم فلسطين.
نرى في شجرة الزيتون الوطن، ونتذوق في زيته طعم الحرية المسلوبة، نأكله ونحن نعتصر غصةً كما اعتصر بألمٍ على وطنٍ لم يذق طعم الحرية منذُ سبعين عاماً
دعوني أخبركم أن السجود فوق هذه الأرض يجعلني أتنفس رائحة الصواريخ، رائحة الموت… لكن سرعان ما أرحل عن عالمي وأشكو إلى الله ظلم الظالمين والمتآمرين، وبطش المحتلين.
رحل حبيبي وترك في جهاز حاسوبي صوته الذي حفظته بهمساته وآهاته المكلومة، وهو يحدثني عن أرضنا التي سرقها الاحتلال الإسرائيلي ابان نكبة فلسطين عام 1948م
يا دفء الروح ما ذنب أيامي التي أرسم لها الفرح أن تخشى من الحياة بعد اليوم! الألعاب التي ألهو بها يا أمي تغير شكلها، حتى عدد أفرادها تقلص حد الاثنين
“تزوَّجيه قَسَّاميًا، ليُحِبَّكِ كما يُحبُّ وطنه”.. “تزوَّجيه مُقاوِماً ولا تغاري من بندقيته”.. عبارات صغيرة كتبتها البعض من الفتيات؛ ولم يعلمن خبايا تلك الكلمات، لم يعرفن صعوبة الحياة بعد ذلك..