لا يبدو القرآن مدونة قصصية تاريخية، بل مدونة أخلاقية في المقام الأول، رغم أن القصة تشكل نسبة تتجاوز 50% من تكوينه، إلا أن لها وظيفة أخلاقية أيضا، لا تاريخية.

لا يبدو القرآن مدونة قصصية تاريخية، بل مدونة أخلاقية في المقام الأول، رغم أن القصة تشكل نسبة تتجاوز 50% من تكوينه، إلا أن لها وظيفة أخلاقية أيضا، لا تاريخية.
خسارة الروح أو المال تشبه انقراض عشبة برية تحمل علاجا سحريا لم يكتشفها أحد. من يأبه لموت عشبة برية مجهولة! ومن يرصد خسارتنا القومية والحضارية بفعل هذا النوع من الموت؟
بنظرة مقارنة بين النص القرآني والنصوص الجاهلية يمكننا القول إن القرآن لم يكن متفوقا على تلك النصوص وحسب، بل كان متفوقا على المستوى الفني للعصر نفسه
ما يعتمل في وجدانات الشباب وعقولهم اليوم أكثر مأساوية من الواقع العربي. ولا أمل لديهم بوصول سفينة ثورتهم إلى جزيرة الأحلام فقد حطمها قراصنة الثورة المضادة بكل قسوة ونذالة
لم يكن القرآن كتابا بالفلسفة حتى ينزل بنظريات تجريدية، ثم يطالب بصياغة الواقع على ضوئها. بل صعد متدرجا من التجربة الواقعية التاريخية إلى مستوى التعميم على طريقة الاستقراء المنهجي.
نتفهم أسباب انصراف المتدين التقليدي عن خطوة التحقيق والتأصيل لمرجعياته الدينية، لأنه لا يعرف التفكير النقدي. لكننا نجد صعوبة بتفهم هذا القصور بالنسبة للمثقف المدني الحديث الذي عرف المنهج العلمي.
القرآن ليس كتاب دين وحسب، فحتى لو شك العرب في أصالته الدينية وتخلوا عن إيمانهم بمصدره السماوي ذات يوم، فإنه سيظل بالنسبة لهم مدونة اللسان والثقافة الأولى والأهم.
من الأمور الشيقة لدارسِ اللغة الحديث، إخضاع النصوص التاريخية للفحص المخبري اللغوي. لأنه سيجد الكثير من المفاجآت غير المتوقعة. سنضرب لها بعض الأمثلة في هذه التدوينة بجزئيها.
رغم أن شيوخ الفكر الإسلامي وضعوا ضوابط تنظم عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمجتمع الإسلامي إلا أنه ظل مفهوماً غامضاً ومثقوباً بالفجوات المنطقية لمن يعرف مباحثه الفقهية معرفة جيدة
تنهزم جحافل الفقهاء التقليديين أمام أسئلة الشباب المثقف في الأجيال الأخيرة. ثم ترفض هذه الجحافل، باستعلاء غريب، الاعتراف بهذه الهزيمة، مفضلة اتهام الشباب في عقله ومقاصده