كنت طفلة بـ 15 عندما أتتني جدتي تهمس بأذني قائلة: سنزوجك لأحمد ابن عمك.. لكنها أو ربما تناست بأن هناك مسؤوليات عظيمة كانت بانتظاري ببيت أحمد تنوء تحتها أقوى الأجساد.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
تصور نفسك محاصراً ببقعة جغرافية ضيقة، كالقبر تطبق جوانبها عليك، الأعداء من أمامك يحاصرونك ويودون لو يتخلصوا منك.. والسلطة المسؤولة عنك من خلفك تفرض عقوباتها عليك وتحاول خنقك وزعزعة صمودك.
غزة لم ولن تلجأ إليكم، بعد أن تخليتم عنها وتركتموها تعاني الويلات وحيدة طريدة جائعة، ليتكم تخليتم عنها فقط، وليتكم قررتم تركها تموت وحيدة فقط.. بل مضيتم تضيقوا الخناق عليها.
رغم مشاعر أمومتي المستجدة التي جعلت قلبي يخفق ويفيض بمشاعر غاية في الروعة، فإنني لم أرغب في أن أكون نمطية، فأغدو صورة مكررة عمن حولي من النساء.
كبرت، وطفقت أخرج من البيت على كرسي صغير متحرك يدفعه آخرون، وحينها علمت تماماً ما يجري.. فأنا لم أذهب للمدرسة كما يفعل جميع أطفال العالم.. إليكم القصة
كلمات سيد قطب بقيت حية كما أراد لها، بعد أن افتدى مبادئه وكلماته التي آمن بها بروحه، فسار إلى مشنقته بشموخ وثقة أعزته وجعلته قوياً وجعلت قاتلوه هم الضعفاء.
دائماً الحكاية هي حكاية عبيد وسادة، سادة يأمرون، وعبيد يطيعون، ولولا أن العبيد أحنوا رؤوسهم، فاقتربوا من الأرض وسمحوا للسادة بأن يعتلوا ظهورهم، ما بقي السيد سيداً ولا العبد عبداً
لا هدف لتلك المقابر “الأرقام” سوى عقاب ذوي الشهداء لأنهم أنجبوا وأخرجوا من بيوتهم من يقاوم الاحتلال ويقض مضجعهم، فيحرموهم من وداعهم وزيارة قبورهم، وإلقاء طوقٍ من الياسمين والرياحين عليها.
لا أدري لماذا أخذت تبتعد عني، تجفوني بلا مبرر، اهتمامك بي يتلاشى يوماً بعد الآخر، تكلمني بِـجُمل قصيرة وأسئلة مقتضبة، وإن حدثتك بشيء لا تلتفت، وكأنك لا تسمعني أو تراني!
آلاف الأسرى في سجون الاحتلال يعانون ولايحرك العالم ساكناً.. بينما نجد جندي إسرائيلي أسير في غزة.. تقوم الدنيا ولا تقعد.. ثم يطل علينا ترمب من قلب الرياض قائلاً: حماس إرهابية!