إن كنت محظوظاً بما يكفي سيسعفك الطريق وأنت بالدوحة إلى معلم ثقافي فني يجمع بين الماضي والحاضر سمي ” كتارا” وهو اسم يشير إلى شبه الجزيرة القطرية على الخارطة قديماً.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
عندما تشهد سقوط أبناء جلدتك وتناثرهم أمامك صغاراً وشيباً ويكون دورك محصوراً بنقل الحدث، وفي بضع ثوانٍ تسقط قذيفة على المارة بين معابر الإتفاق والهلاك لتتخلى عهن مهنيتك وتنقل الجثث.!
كان يوماً ماطراً مشبوحاً بغيومٍ صفراء ذات رائحةٍ كريهة ونحن نمضي بالطرقات بحثاً عن شيءٍ نأكلهُ، حيث أننا أمضينا ثلاثة أيامٍ مختبئين في مغارةٍ على أثر القصف الذي كان يتصاعد.
بعض الكتاب يمتهنون الكتابة والآخرون يكتبون لأجل الكتابة، فترى هذا يستفز الشارع والآخر يتلاعب بحلمه والأخير يصرف وعوداً تكلفتها تُقدر بملايين الآمال المعلقة على محتواه!
منظومة “الذئاب المنفردة” قد تُخلق من محيطها دون تغذية مباشرة، فلماذا لا يتكلم المحللون عن “تلوث الفكر” أو اعتناقه من خلال الضغوطات النفسية والوضع الاقتصادي والحروب والدماء والسقوط المتتالي للعروبة؟
الواقع أمرُ وأقسى من أن نُسطرهُ ببضع كلمات، عندما شاهدت الممرضة وهي تحتضن زميلتها وتبكي بحرقةٍ علمت بأن الحرب النفسية بدأت تأتي أكلها، وكأن لسان حالها يقول” تعبت، يكفي”.
الذي أدركناه بعد أن صدمنا ترامب بفوزه بأننا لا نستطيع المراهنة على “الإعلام”، والذي يجب أن نراه بوضوح هو أن “الأيدي الخفية” الأقدر على تنصيب من تريد والإطاحة بمن تريد.
الهجرة هي موت الأوطان في عيون الشعوب ودليلُ ذلك التدفق البشري الحاصل اليوم على المعابر والحدود من ليبيا وسوريا والعراق ومصر واليمن.. والقائمة تطول!
قيادة السيسي للخطاب الإعلامي أصبح واضحاً فاضحاً، ولم تعد الرسائل الإقناعية التي يحاول بثها للمتلقي لم تعد تؤتي أكلها، وأصبح الشعب المصري يردد ” عايزين عيّش نأكله وشغل يؤكِّلنا”
معركة هرمجدون قادمه فليعقدوا ما شاؤوا، إنهم لن يحققوا شيئاً فهناك أيام سوداء مقبلة ودخانها يتصاعد من سماء حلب. وبما أن السياسة تتحكم بمصائر البشر فنحن ماضون إلى الهاوية.