كيف لا أخاف وما زالت نشرات الأخبار تذيع الموت كما لو أنها تزف بشارة، كيف لا أخاف وما زالت الشمس تختبئ عند مغيبها معلنة تحملنا مسؤولية العتمة القادمة.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
هذا الزمن لا يعرف كيف يقف، لا ينتظر ولا ينام ولا يقضي نفسه حائراً، لا يعرف كيف يحزن لموت أحدهم ولا يسقط خلف الجدار ولا يجلس داخل دائرة.
نحن بمكان حيث أصبح من البخس أن تدفع سنين عمرك كلها بمكان لا يقدم لك سوى شهادة معلقة على جدار، جثث تسير بأعين مفتوحة وألف تساؤل ورغبات كثيرة بعداد الأمنيات.
عرفنا من الناس وجوههم المتعددة ولم نكن بصدد تغييرهم، ما كنا بصدد آذيتهم، من مر خفيفاً فله منا سلام، ومن جاء بقلبه منشاراً، فله منا بمثل ما جاءنا به.
كم حلماً، وكم طريقاً مشى، كلها أعداد لن يتذكرها في موسم الحصاد، سيتذكر خوفه الأول وصوتها تناديه، تحايله أحياناً وتعاقبه أكثر.كلنا أطفال ما كنا لنثق في أقدامنا لولا أحلام الأمهات.
يخبرون عن الأحلام ويرسمونها، ثم يجيدون سكب ألوانها وإضاعتها كأنها لم تكن، ليس لأنهم حمقى أو لا يجيدون السير على استقامة ما، بل لأن الحياة مملوءة بالرهانات.
نحن رعايا المناقصات الانتهازية جميعها، نحن الأداة والتطبيق والثمن، الأقوام المستضعفة هم وحدهم من يعرفون ملامح الجوع ويرسمون لوحات الصبر ولوحات الصراخ أيضاً، من يدشنون ثورة الجياع.
أنتمي إلى حيث الحياة محاصرة والموت أمثاله وافرون، إلى حيث يُقتل الأنسان على نارٍ هادئة وتُسرق أحلامُه ودنياه بخفةٍ غير مسبوقة واللصوص كعادة محاكم الدنيا منصفين وأصحاب حق.
كنت أقول دوماً أننا مجرد دمى محشوة بالقطن خيوطها سميكة، لا بأس لنا في حرب ولا سلم، عند الحروب نحن أول الضحايا ونحن الذين يتاجرون بالموت في سبيل أوطانهم.
هاك يدي ولكن لا تعضني، سأتجاهل كل الطرق المؤدية إليك ولكن لا تتجاهل الدروب المؤدية إلي، ولتبدد سحاب روحي، قلبي جبان، وإن لم تأت فأنت أيضا كذلك، هذا يخفف عليّ.