لا يمكن رصدها رصدًا موضوعيا في سياق علاقة الفقيه بالسلطة دون ملاحظة سياقها الزمني والمكاني، وهو هنا الارتباط الوهابي العضوي بالسلطة. فلولا الاتفاق التاريخي بين الإمام والأمير لما نشأت الدولة.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
نعالج علاقة العالم بالحاكم أو الحكومة الظالمة، بمعنى أنها قائمة على المظالم لا تستهدف الصلاح بالمعنى الديني أو الدنيوي أو كلاهما. ولسنا نبحث في عموم الموقف من الاشتغال بالسياسة.
ماهية العلاقة بين العلماء والسلطة؛ ظلت جدلية. العلماء اعترفوا بلسان الحال أن الانعزال التام كان أمرًا يتيحه الماضي بظروفه، ولم يعد باستطاعتهم التزامه. والبرجماتية الشرعية انتصرت في نهاية الأمر.
المنظور السلفي التيمي الذي ألححنا عليه في الفصل الخاص به من «ما بعد السلفية» لا يقتصر على مجرد تقليد السلف أو جمع أقوالهم وصياغتها، بل يصوغ ويطوّر نظريات ومواقف جديدة.
السلطة عند ابن تيمية ليس مُدنسًا خالصًا كما يشيع في الأدبيات الأناركية ومنظري الثورة كأيديولوجيا؛ فالسلطة أمر ضروري لحفظ الحقوق وإنفاذ العدل، ومن ثَمّ فهي خير عام من الجهة الدنيوية.
يجسّد سفيان الثوري حالة التغيّر النفسي المانع من الصدق بالحق؛ في الدخول على السلطان والوقوع في حبائل إكرامه، بدءًا من تحسين الكلام وما قد يظهره السلطان من التعظيم الظاهري للعالم
لابد من التفريق داخل اتجاه المانعين من الدخول على السلطان بين نزعتين: نزعة راديكالية يمثلعها الإمام سفيان الثوري، وقلة آخرين. ونزعة كمونية يمثلها الإمام أحمد وكثير من أهل الحديث.
الذي نبتغيه في هاته المقالات أن نحلل تلك العلاقة بين العالم والسلطان، ودوائرها ومدَياتها المختلفة، والحدود المتباينة لها،شرعًا وكونًا، ما بين المأمور أو المشروع، والمكروه المخوف الخطير، والمحرم القطعي الحرمة.
هذا ما يواجهه كثيرٌ من النقاد الفنيين المنسوبين لخلفيات إسلامية. ولذلك قد سألني أخ عزيز قديمًا: : (لماذا يبدو الإسلاميون غير قادرين على إدراك الجمال في الفن؟
لقد اختلف الفلاسفة عمومًا، والمتكلمون الإسلاميون خصوصًا في طبيعة الإدراك وما يترتب عليه من العلم وهل هو قطعي أن ظني، منذ نبتت السفسطة وحتى الآن.