ادَّعت فرقة ثالثة من غيرنا أن بين العلم والدين تباينا، لا تناقضا ولا تمايزا؛ فليس أحدهما يَثبت حيث ينتفي الثاني، فيكونَ بينهما تناقض كما عند الفرقة الأولى، ولا أنه يختص بما لا يختص به..
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ظن الناس والعلماء معهم في أغلب الأحيان في ظل انبهارهم بالنتائج التي توصلوا إليها في المجال الطبيعي أن لدى العلم الطبيعي إجابة عن كل سؤال واستفسار يتعلق بأي أمر من أمور الطبيعة وما وراء الطبيعة.
لا يمكن أن يكون هناك جمع عشوائي لمنتجات حضارة للحصول على حضارة، لأن الحضارة تقوم على قانون البناء لا على التكديس، فلكي نبني حضارة لا يكون ذلك بتكديس منتجاتها، وإنما بأن نحل مشكلاتها الأساسية.
أمتنا اليوم تتلمس طريقها نحو النهضة والتقدم بعد قرون من التخلف، وهي في أمس حاجة إلى مثقفيها ونخبتها لتقودها إلى الخروج من مأزقها
علينا أن نفكر في طريق ثالث، يخرجنا من حالة التبطل والاهتلاك الداخلي، والغيبوبة التاريخية، والتقمص لشخصيات حضارية غريبة عنا. علينا بهذا الطريق الثالث لنصوغ نموذج تنمية أصيل، ونهضة حضارية متميزة
الحمقى -من بيننا- الذين يخوضون حروبا طاحنة بين بعضهم البعض سيحدث لكم مثلما حدث لملوك الطوائف؛ كانوا يقاتلون بعضهم، بينما العدو يأكلهم واحدا تلو الآخر.
صار الواحد منا أحيانا يبغض أولئك الذين يفكرون تفكيرا مؤثرا ويقولون كلاما منطقيا من شأنه أن يتحول إلى عمل ونشاط، ومن هنا يأتي عقمنا الاجتماعي فنحن حالمون ينقصنا المنطق العملي.
كثير مما يروج له على أنه قيم عالمية يفتقر إلى معايير العلمية عقلا وشرعا وفطرة، ولهذا فعلينا إما أن نحتكم إلى معايير عالمية متفق عليها أو كلٌّ يحتكم إلى ثقافته
يسعى طه عبد الرحمن لبناء فلسفة أخلاقية إسلامية بواسطة المفاهيم السابقة مستحضرا المسلمات الأساسية في نقد واقع الحداثة الغربية وهي: مسلّمة “لا إنسان بغير أخلاق”، ومسلّمة “لا أخلاق بغير دين”.
دعونا نتأمل قليلا في دعاوى التنويريين، وسنجد أن غالبيتهم الساحقة واقعون في أسر قراءات من درجة ثانية للفكر الغربي، وقراءات انطباعية من درجة ثالثة للتراث والفكر الإسلامي