ماذا ستعني لنا الحياة لو لم ننصت لصوتها الحقيقي؟ ماذا لو انقضى العمر ولم نسمع ايقاعها؟ أو تأخذنا أصواتها؟ ماذا لو لم نحظى بسماع نغماتها؟
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
اليوم أسائل نفسي، أين قضي العمر مني؟ من سرق من من؟ أهي الأيام سرقت عمري على غفلة مني؟ أم هو العمر سرق الأيام معه على عجلة منه لينقضي؟
أخذتني الحيرة في وضع تعريف يفي الوطن معنّى يعرّفه، ومصطلحا عامّا يغلّفه، فالوطن ليس أرضا وسماء، وليس مطرا موسميّا يتساقط في ذاك الشتاء.
هو سرّ يبعث في حياتي جمال وأي جمال ذلك هو المستتر خلف كل شيء لم يكتمل كلوحتي تماما، ربما هو الأمل في غد وبعد غد من لوحة لم تكتمل بعد..
في كل عام تعود فيه يا رمضان، أعلن فيه بوحي إليك، فعودك طيّب محمود، والأمل عليك معلّق ومعقود، وحاجتي إليك كحاجة الزهر للماء، كحاجة الأرض العطشى لغيمة ستظللها السماء.
وتطرق الحياة بابي كل يوم وكل صباح، يوم جديد جدير بأن ألغي كل صفقاتي المتوالية مع سبات طويل لا أعرف فيه نبضا للحياة وتضيع فيه جولات العمر هدرا
كانت الأرجوحة حلمي وفقط،وكانت الحياة في نظري تتلخّص فيها بين شوطين من الصعود والهبوط لا شيء بينهما؛سوى أحلام نوقظها صعودا ونغفو معها هبوطا،حتى كبرنا فبانت حبالنا المهترئة من بين أيدينا..
في حضرة الواقع الذي نعيش، وغياب أحلامنا بأن تصلحه أحلام غد، وآمال ما بعد غد، نقع في فخّ الفقد الأليم بين حضور يوم لا يعجبنا وغياب غد يطيل فيه الغياب.
أعواد ثقاب ومدفأة، قهوة ساخنة معدّة على منضدة، وعزلة مرجأة إلى حين، اشتهيها كلما لاح طيفك كانون، أهازيج وألحان تدفئ بردك، أنغام تعلن النفير بقدوم شتاء وافر معك أيها العزيز.
هل فكرنا أننا ربما نحرق لذة أيامنا، ونطفئ شغف أحلامنا باستعجال ما ننتظره، ألا ندري أن أيامنا التي لا نريدها هذه اللحظة هي جزء من سنين أعمارنا، وقد تكون أجملها.