أعدادٌ كبيرة من الأطفال يتمُّ إنجابهم ليتولّى الشارع مسؤوليَّتهم، أُمٌّ لن تستطيع مهما فعلَتْ إعطاءَ كلّ طفل حقَّه في الرعاية والاهتمام، وأَبٌ ضاقَ ذرعًا بالمسؤوليّة المادّيّة والنفسيّة
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
على المُثقّف أنْ يعِيَ أنّ فِكرته لا تُساوي شيئًا إنْ لم تُؤثِّر، أنْ يتوقَّفَ عن الصعود على منصّات ليخطب في كَراسٍ فارغةٍ إلّا مِن أصدقائه الذين هم ليسوا بحاجة لخطبته.
كلُّ فَرْدٍ يُولَدُ ومعَه كتابُ تشغيلٍ(كاتالوج) واحد ينطبق على الجميع: دراسة، عمل، زواج، إنجاب..إلخ.. (كاتالوج) جعَلَنا نُسخِّرُ حياتنا لتنفيذ ما به مِن نقاط واحدًا تلْو الآخر، دون مُراعاةٍ لنفسيّاتنا وقُدُراتنا..
مَن مِنّا لديه الشجاعة بأنْ يُفتِّشَ بداخل نفسه عن السبب؟مَن مِنّا لديه الشجاعة بأنْ يضَعَ على نفسه ولو جُزءًا مِن المَسؤوليّة؟مَن مِنّا ذَهَبَ ليطَلَبَ المُساعدة مِن مُتخصِّص؟قليلٌ هم هؤلاء الشجعان!
كيفَ يُترَكُ طفلٌ لا يستطيع التعبير معَ غريبةٍ في بيْت مُغلق بدون أيِّ نوع مِن أنواع الرقابة؟! هل يَترُكُ أصحاب المنزل مُقتنياتِهم الثمينة وأموالَهم أمامها بهذا الشكل؟!
يُمجِّد المجتمع المرأة التي تجلس لتربية أبنائها ولكنّه لا يُعطيها أيّ ميِّزات، ولا يُساعدها على تنمية نفسها، فتجد المرأةُ نفسها بعد عقود قد شُغلت بتربية أبنائها، وقد تراجعتْ فكريًّا ومعرفيًّا.
مِصْرُ التي في خاطري عشْناها في أشعار أحمد شوقي، واستنْشَقْنا هواء نِيلها في قصائد حافظ إبراهيم، ومشَيْنا في حواريها في روايات نجيب محفوظ، عَشِقْناها في كتابات عمالقة الأدب العربيّ.
لا يمكن الحديث عن جبران خليل جبران كواعظ حكيم دون التطرّق إلى أسباب حكمته، والألم أهمّها، كان معظم نتاجه الأدبيّ وليداً لألمه كما كان وليداً لأحلامه وخياله.
المرأة التي بيدها مفاتيح المستقبل هي الأمل، وأيّ خطّة للتطوير تستثني المرأة هي خطّة فاشلة قبل أنْ تبدأ، فكيف نُشجّع المرأة على القراءة إذن؟