عاشَ أبي على ظهر الأرضِ واحدًا وسبعين عامًا، دون خوفٍ من شئ أو قلقٍ من أي شئ، كان رضاه يبلغُه نجاحه الذي يتمناه، وكانت قناعتُه بفقره كنزه.
علي عمارة
مغردون نحن فى الأقصى قريبا
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
نحن نحبُّ بلادنا.. بمقدار كل قطرةِ دمٍ تسري بدواخلنا.. بكل نَفَسٍ نتنفَّسُه على أرضها.. بحقِّ كل أصيلٍ نال الشهادة في سبيل حمايتها، لكنّنا أبدًا لن نُعِينَ فاسدًا أو ظالمًا فيها.
صلاح هو القطعة التي غابتْ عنّا ووجدناها بعد أن أنهكنا طول المسير ووُعثاء الرحلة، نموذجٌ ناجحٌ كان من الممكن اعتباره عاديًا إذا كانت لدينا نجاحاتٌ أخرى موازيةٌ في كل المجالات.
خالد توفيق الذي تُوفّيَ عن عمرٍ يُناهِزُ خمسةً وخمسين عامًا كان الأبَ الروحيّ للشباب، خاطبهم في كل أحاديثه، وبثّهم من روحه مشاعر الدفء والسكينة والأمل، وقطع بصحبتهم أشواط الحياة.
العتوم، أديب المهندسين أو مهندس الأدباء، الأديب الخلوق الذي استطاع أن يُرسيَ طيب ذكره في نفوس القُرّاء حين وافق على نشر أعماله إلكترونيًا تسهيلًا وتخفيفًا على محبي الاطلاع حول العالم.
كانتْ أمي ولا تزال الركن الأمين في بيتنا، نلجأ إليها لإفراغ ما يعتمل في صدورنا من همٍّ، وننثر على مسامعها شكوانا والضجر، ونحكي لها مالا يعرفه عنّا غيرها من العالمين.
نحن نقرأُ لأنفسنا، لأولادنا الذين لم يأتُوا بعد، لحبيباتِنا اللاتي يطرِبن لقصيدةٍ أكثر من خاتمٍ فضيٍّ، لآبائنا الذين أورثُونا حبَّ العلم والدين واللغة.
ما أبعد الديار وأقرب ساكنيها! في قاموس الحياة عندي لا فرق بين الرحيل الدائم في قطار هؤلاء المسافرين إلي الدار الآخرة وهؤلاء الراحلين رحيلًا مؤقتًا إلي خارج أقطار البلاد!
هل أتاك حديث ذلك الجيل الذى نشأ في زخم فكري لا تنطفئ ناره ولا تهدأ حربه؟ ذلكم الجيل الذى رأى بعيون الطفل ثورات تقوم في مصر وجاراتها وثروات تضيع وتنهب..