جاء السابع من أكتوبر، ورأينا العبور في قوته وثباته.. صور ومشاهد علقت في الذاكرة، وفتحت كوة في جدران المستحيل، وأعطت كل غيور درسا في مساحات الممكن، وأكدت بأن قدرات الفعل لم تغلق بعد..
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
قدم هنية عشرات من الشهداء، من بينهم أبناؤه، وعندما أتاه الخبر، وقف صابرًا في صورة تستكمل مشهد البطولة..
منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ولا أكاد أنفك عن متابعة شاشة الجزيرة، ولا أحيد عنها لغيرها من القنوات إلا لأعود إليها بعد حين، وما ذلك إلا لتاريخ انحيازها إلى الشعوب فقط.
الكثير منا يتوقف لديه التاريخ الإسلامي في الأندلس عند سقوط غرناطة، أو عند ما يسمى “الطرد الكبير”، ومن ثم يحاول إمساك أطراف قصص من بقي من المسلمين (أصحاب البلاد) في تلك الديار، ولكن كيف؟!
لكني فوجئت بعد بحثي عنها، فقد وجدت بأن الأبيات للشاعر اللبناني إلياس فرحات، وهو من شعراء المهجر، وعاش في البرازيل، والقصيدة من ديوانه “الخريف” الذي صدر عام 1954..
لفت نظري أكثر من سياق للتفاعل مع ما يجري في قطاع غزة، فمنهم المتصهين الذي يشيطن المقاومة ويطعن بها، ومنهم المثبط الذي لا يقرأ في المشهد إلا لغة الأرقام والمقارنات الصرفة بين القوى المختلفة..
لحظة الفراق تعيدنا للنقطة الأولى، عن أحلام جيل مبعثرة، عن آلام أمة تخوض المخاض للتخلص من زبانية الحكم وفراعنة الدول، عن مآلات الربيع التي حولها الظلمة وأصحاب المال لشتاء كئيب.
كسر الشهيد باسل الأعرج كل ما سبق، بفعله وشهادته وجعل من المثقف حالة متحركة بهموم وطنه، وكم لفتني صورته وقد أصيب في إحدى المظاهرات، فلم يكن الاشتباك وليد لحظة عارضة.