قبل أن نظلم الفيروس الضئيل فقد يكون من المناسب أن نختبر أنساق حياتنا وعلاقتنا بمن حولنا من بشر وأمكنة قبل انتشار الفيروس وتحوله إلى وباء عالمي يتجاوز كل الجغرافيات.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
على الرغم من سفري وبعدي عن مصر وبعدي عن حليم ولكنه مازال استاذي الفارق ومعلمي الملهم في العمارة والعمران والحياة.
شهر رمضان بصيغته المعاصرة أصبح ضحية كبرى لتداعيات سيطرة الثقافة الرأسمالية التي أصبحت المروجة الكبرى للاستهلاك الشرس الذي يحول كل المناسبات وخاصة الروحانية إلى مناسبات للاستهلاك والجشع الإعلاني والإعلامي.
الخليج ومن بعده الشرق الأوسط أمام تحدي وجودي حقيقي، يجب أن تحدث اليقظة ورسم خارطة قيم ما بعد الخليج النفطي الثري المبعثر إلى خليج منتمي إلى شرق أوسط حر عادل.
مدينتي تحتفي بفصول تاريخها بلا استثناء ولا تتخلص من تراثها خضوعا لرغبة مستثمر جشع أو فساد مسئول جاهل. مدينتي لا تُهمش أصحاب العقول والضمائر والأفكار وتُمجد المنافقين والمنتفعين والفهلويين.
ثقافة الفهلوة لم تعد فقط ثقافة مهيمنة ومسيطرة وإنما أصبحت إطارا لممارسة الحياة بصورة معلنة أو غير معلنة، وبصورة يتحكم فيها الوعي أو اللا وعي.
تحول المسجد المعاصر تدريجيا إلى كيان مغلق منفصل عن المجتمع والحياة، عديم الفعالية إلا فقط في دقائق معدودة تقام فيها الصلوات ثم تطفئ الأنوار وتغلق الأبواب.
كل الأجواء في مكتبة ومقهى أمازون الجديد مبهرة ومحفزة على التواصل الإنساني. هل هذا فعل الندم من قبل شركة أمازون تجاه مجتمع إنساني حاولت دائما الرهان على تفتيته وتمزيقه وقولبته.
مرت الذكرى الخامسة للمذبحة مرور الكرام بينما الشعب المصري مشغول بزواج الداعية وحجاب الممثلة والمتحرش اللطيف والفوز على النيجر. اليوم أكتب متجاوزا الذكرى ومتأملا مسار الخمس سنوات.
المراقب لحال الأمة العربية والإسلامية المعاصرة يلحظ تحولا نوعيا بمعنى الاستعداد والحشد والتهيئة النفسية والروحانية بل والمجتمعية لشهر رمضان. ومن هنا قد يكون من المشروع أن نتسائل لماذا نحب رمضان؟