هُناكَ أشخاصٌ هم صمّامُ أمانِ المجتمعات،وهناكَ أخلاقٌ هي “فيوزُ” الإضاءة في سماءِ السلوكيّات،وهناكَ علاجاتٌ هي “قواطع” المنع لتحوّلٍ نحوَ الأسوأ،وعلى العاقلين أن يأتوا مسرعين لأحد هذه المواضع الثلاثة “الصمامُ والفيوز”
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يُقدّس العربُ المنابر لأنها تمثّل البوقَ الأول في إيصال الأفكار لديهم منذ نشوء الخطاب البلاغي في العصر الجاهلي الذي قرأنا وسمعنا عنه جميعاً وتربّينا على أنّه الأساس في الفصاحة والبلاغة..
عالمنا العربي هو من شجّعَ هذه نظريّة البيروقراطية ووجدَ فيها ضالّته ليركّز بها ما يصبو إليه مُحبّو المكاتب مفهوم القوة في الجلوس خلف طاولة تحجُزُ المسئول عن المراجع
يبلغُ التّشاؤم بالإنسان درجةً يرى فيها كلّ خبرٍ بأنّه كذب، ويسمعُ فيها كلّ لحنٍ كأنّه عواءَ ذئبٍ، ويلمَسُ فيها أيّ حريرٍ يُخَيّلُ إليه من تشاؤمه بأنّه أخشنُ من جلدِ ضبٍّ.
الرّحلة الموصلة “للفوَاق” مُزعجةٌ جدّاً ويتبيّن منها مدى صير الإنسان على الأمور غير العاديّة التي لا تستأذن قبل أن تأتي ولا تعرفُ وقتاً معيّناً ليستعدّ الواحد لها بالتّحايل.
لا شكّ بأنّ العامل الذي يعمل في الأبنية المرتفعة قد أهّلتْهُ الدنيا بفقرها واحتياجاتها وما يدور فيه من مغالطات ومتناقضات لكي يركبَ الصّعب ويرمي بنفسه في شواهق الاحتمالات ومهالك النّاطحات.
الأمل ليس في حوار الأديان ولا صراع الأديان ولا سكوت الأديان، ولكنّ الأمل في النّهج القويم الذي شرّعه أبونا وأبوهم “إبراهيم عليه السلام”، وملّته هي القاسم المشترك بين الجميع.
من يسبُرُ أغوار العالم اليوم ومُتقلّبات أحداثه وأخباره سياسيّاً واقتصاديّاً لا يُنكرُ أبداً وجود مُربّعات فارغة يانعة الخصوبة تستحقّ أن تلقى من العرب والمسلمين عناية فائقة ونظرةً بعيدة.