كان لـ “ياسر” حلم اتفق مع حلم بيسان وتصدر أولوياته، تلخص باكتمال ملامح وجه “بيسان”، لكن رصاصة “قناص” الاحتلال اخترقت جسد “ياسر” وكانت أسرع من تحقيق حلم بيسان!
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بعد دراسات الفلسفة الكونية في التفاصيل الدقيقة لحيثيات الكون ومفرداته، لم يؤمن ستيفن بوجود الله وأعلن أن هذه الأرض تراهن على بقاء الأقوى والأصلح، أما الضعيف فله الهلاك.
رحلة موت جماعية، واحدا تلو الآخر يحين دوره بالسقوط، الكل يشهد على موت الكل، وكل غارق هالك يقاوم الموت للنجاة بحبيب له، ويحاول تخليص جهاز تنفسه من ابتلاع المياة.
عامين ونصف على غياب الأخبار عن أربعة شبان غزيين اختطفتهم أجهزة المخابرات المصرية، عقب تجاوزهم للحدود الفلسطينية ودخولهم أرض سيناء، في واحدة من فرص فتح معبر رفح للمحتاجين للسفر.
لم يكن منه إلا أن يبتسم ويهمس لها”سأبقى معك إلى الأبد”…لتبادله الكلمات”وأنا سأبقى أرافقك إلى الأبد…حتى أني لن أغادر غزة التي أحببتها…لأصنع من طفلك محمد مازن جديد وقائد عنيد مثلك”.
ما علاقة الصمت المخيف الذي يخيّم على جدران البيت حين تغيب عنه أمي، أهي مصدر الضوضاء والحركة في هذا البيت؟ حتى الجمادات تعرف بأن أمي هي التي تمد البيت بالحياة!
تفرق جمعهم على طول النفق الممتد تحت أراضي قطاع غزة وصولا إلى الأراضي المحتلة، فأصبحوا كسلسلة متشابكة، حتى انطلق صوت من بعيد وكأنه مختنق: انتبهوا يا شباب!
عن فاجعة الغياب، وهول الفقد دون الموت، عن تضارب دموع اليأس بالأمل مغمّسة بدهشة الوصول لطرف الخيط، عن أربعة خطفت منهم بوصلة الطريق بمجرد إعلان الأمان لأنفسهم في أرض مصر.