حيثما وليت وجهك في المناطق المتضررة من زلزال القرن الذي ضرب المغرب العام الماضي، يحدثك القرويون عن الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في تقديم المساعدة للمتضررين على أصعدة مختلفة.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
كان القرار هذا اليوم هو زيارة تينزرت، تلك القرية الصغيرة التي شهدت مأساة كبيرة قبل عام عندما مسحها الزلزال من الخريطة، وهي مأساة تأثر لقصصها الحزينة كل من سمع بها أو قرأ عنها.
“اهربوا بسرعة، اخرجوا إلى أعالي الجبل، انجوا بحياتكم”، كان ذلك هو آخر تحذير وصل إلى أهالي دوار أوكرضا إسموغن بجماعة تمنارت بإقليم طاطا جنوبي المغرب، قبل أن تقع الكارثة المدمرة.
“منبت الأحرار، مشرق الأنوار..”، أصوات الأطفال بدأت تصل مرددة النشيد الوطني من داخل هذه المدرسة القروية النائية بقرية ماريغا وسط جبال الحوز في هذا الصباح المشمس الجميل، مدشنة بداية عام دراسي جديد.
ملأ الكأس الورقي بقهوة سوداء من آلة صنع القهوة المثبتة خلف سيارة قديمة متآكلة، وحملها إلينا بيمينه، في حين حملت يسراه سيجارة من النوع الرخيص وقد بدت شبه محطمة عندما أخرجها من جيبه.
بمجرد أن غادرنا مراكش وتلقفتنا الطريق المؤدية لإقليم الحوز، قابلتنا هناك في الأفق لوحة من سحاب يعلوها السواد غطت واجهة جبال الأطلس البعيدة، وكأنها تعكس مشاعر سكان هذه الجبال في الذكرى الأولى للزلزال.
مذ جلس معنا في هذا المقهى وهو صامت، يسرح بعينيه غارقًا في عالم موازٍ خاص به، ثم ما يلبث أن يعود إلى عالمنا الفاني مرددًا دعاءه الذي عرضه لسخرية رفقاء طاولة المقهى: “لعنة الله على الحب” !
عقب هزيمة 1967، قرر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر التنحي عن الحكم، لكن مظاهرات مليونية خرجت تطالبه بالتراجع، يراها المؤيدون مظاهرات تلقائية، في حين يوضح المعارضون أنها كانت أمرا مدبرا.
عندما دخل الرئيس جمال عبد الناصر مكتب رفيق دربه المشير عبد الحكيم عامر بعيد ظهر 5 يونيو/حزيران 1967 كان يبدو مطمئنا متحكما في أعصابه، لكن كل شيء انقلب رأسا على عقب مع مرور الوقت، وتأكد وقوع الهزيمة.
حبيبتي بنان.. هذه المرة، لم يكذب ذلك المسؤول البارز في نظام حافظ الأسد وهو يتحدث عن قتلك في ذلك اليوم المظلم البعيد في تلك المدينة الألمانية الصغيرة، وهي العملية التي يحلو لكثيرين وصفها بـ “الخطأ”..