ديمقراطيتنا، صمت، قمع، خوف، قتل، سفك، فقر، جوع، جهل، كوارث، تضليل، تطبيل، تخوين، تكفير، ديمقراطتينا تُباع على أرصفة الجيش، وفي طرقات الجيش، وفي شركات الجيش، من أراد ديمقراطية فلدينا فائض.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
نظرت إلى الضابط مبتسمًا جدًا وقلت له: لا تهدموه لأنني أحبكم وأحب الرئيس، فهمس الضابط في أذني قائلًا: هذا هو “الكشك” الوحيد في المنطقة، الذي لم يعلق صورة الرئيس بعد.
في شاشة التلفاز التابعة لأجهزة أمنية، ظهر إعلامي شهير ليعلن للعوام المقموعين من الأجهزة الأمنية؛ أنه إيمانا من الرئيس بأن الديمقراطية حق للشعب قرر السيد الرئيس إجراء مناظرة رئاسية نارية.
بدأت الحشود تهتف باسم “م م م” لأول مرة في تاريخه، حتى أنه لم يستوعب الهتاف، وفرح كطفل في صباح يوم العيد، وسأل نفسه: “هل هؤلاء يهتفون باسمي حقا؟”.
خالد علي شفاف، لا تراه كل الجرائد الخاصة والقومية، فاليوم الذي نشرت الجرائد المصرية بإجماع صور السيسي على صدر صفحاتها الرئيسية، لم تجد صورة واحدة للمرشح المحتمل خالد علي!
الذي اعترفوا أمام الكاميرات بأنهم ارتكبوا جرائم تقودهم إلى حبل المشنقة، في أغلب الأحيان تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب، كما أنهم لم يرتكبوا جرمًا سوى انتمائهم لجماعات يعاديها النظام.
نقلتنا إدارة السجن نحن والدواعش إلى زنزانة أخرى لتعاقبنا بشكل جماعي، ودمجتنا مع أربعة عشر سجينا جنائيا، وكان هذا أول موقف بيننا وبينهم، وبدأ الاكتئاب الجماعي..
بينما يتقدم العالم الآخر ويفكرون في الصناعة والفن والتعليم والطب والأدب، الناس هنا لا يتحدثون سوى عني، وانقسموا حول وجودي أو تحطيمي، يقولون أنني أعبر عن الغرب الكافر والاستعمار الفاجر
لا إحياء للقضية الفلسطينية بغير الدبابات والرصاص، أما بيانات الإدانة العربية، فجميعها من دون استثناء، ستكون لها فائدة أكثر لو استخدمناها في دورات المياه.
في صباح 8مايو2018، نعم2018، توقف الراديو عن بث الأغاني الوطنية، وقال المذيع: نحيطكم علمًا بأن السيد الرئيس قد نجح في الانتخابات الرئاسية بنسبة101%، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الكوكب..!